وفاة ربي مناحيم دحان

فقدت الطائفة اليهودية بالمغرب، اليوم الثلاثاء، واحدا من أكبر وأهم حاخاماتها وأكثرهم شعبية في أوساط اليهود المغاربة. ويتعلق الأمر بربي مناحيم دحان، الذي رأى النور في مدينة ورزازات قبل أن ينتقل رفقة أسرته إلى مدينة مكناس، حيث تلقى تعليمه، قبل أن يغادرها لإكمال دراساته العليا في فرنسا، ثم بعدها إسرائيل، ويعود إلى أرض الوطن الذي لم يغادره أبدا إلى آخر نفس في حياته.

استقر الحاخام، الذي عرف بتعلقه الشديد بالمغرب، بلده وبلد أجداده، بالعاصمة الرباط سنة 1958، حيث كان يقصده أبناء الطائفة اليهودية لتعليم أولادهم أصول التوراة والتعاليم الدينية اليهودية، كما كان يؤمهم للصلاة وقراءة التراتيل اليهودية في جميع المناسبات، وكان من الحاخامات الحريصين على تأمين الأكل الحلال، أو ما يسمى ب”الكاشروت” أو “الكوشير” في الديانة اليهودية، مثلما كان حريصا أيضا على استقطاب اليهود إلى المعابد رغم قلة عددهم.

عرف الحاخام دحان بتعلقه الشديد بالملكية والعرش العلوي، مثله مثل جميع أبناء الطائفة اليهودية الذين يكنون محبة خاصة للسلاطين المغاربة، الذين حموهم على مر القرون وعاملوهم معاملة أبناء عمهم المسلمين، عكس ما كان الأمر عليه في العديد من بلدان العالم، حيث اضطهد اليهود وعانوا الأمرين.  

أصر مناحيم على البقاء في المغرب رغم جميع المحاولات من أجل إغراءه بالمغادرة نحو أرض إسرائيل، التي ترك فيها إخوته ووالده الذين هاجروا إليها أوائل الستينات، ليقرر العودة إلى أرض الوطن. وحتى عندما قرر أبناؤه بعد ذلك الاستقرار في باريس، حيث يعملون في مجال النسيج، فضل أن يبقى في المغرب وحده، إلى جانب ابنته التي تدير محلا لتموين الحفلات.

وقد قال الحاخام ميناحيم دحان، في حوار سابق له مع مجلة “جون أفريك”: “لقد فقد اليهود الكثير بمغادرتهم المغرب. كما فقد المغرب الكثير حين تركهم يهاجرون البلد”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*