الأمازيغ يحتفلون ب”يناير”

يحتفل الأمازيغ في المغرب، اليوم، بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2971، وسط جدل واسع بسبب مطالبهم المتعلقة بإعلان اليوم يوم عطلة مؤدى عنه، ومعارضة التيار الديني السلفي المحافظ للاحتفالات بهذا العيد في أوساط المغاربة، الذي يعتبرونه “حراما”.

وتختلف الروايات حول الأصل في الاحتفال بالسنة الأمازيغية، التي يسبق تقويمها التقويم الميلادي ب950 سنة. إذ يرجع باحثون ذلك إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والطبيعة، أو ما يسمى ب”يناير” أو السنة الفلاحية، في الوقت الذي يؤكد باحثون آخرون، أن رأس السنة الأمازيغية يصادف ذكرى انتصار الملك شيشنق على الفرعون المصري رمسيس الثاني وتوليه عرش مصر، وهو ما يعارضه العديدون الذين يؤكدون أن احتفالات الأمازيغ برأس السنة كان سابقا على وجود هذا الملك الذي تعود أصوله إلى أمازيغ ليبيا. 

وفي الوقت الذي ارتبطت الاحتفالات ب”يناير” بالعديد من الأساطير والحكايات الخيالية، التي ما زالت شعوب “تامزغا” تصدقها إلى اليوم، أكد باحثون أن هذه الاحتفالات جاءت تعبيرا من الأمازيغ على احترامهم للطبيعة وتأليههم لها، قبل أن تتغير معتقداتهم الدينية بوصول الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام إلى أرضهم، وهو ما يجعل العديد من الفقهاء والسلفيين يعارضونها ويعتبرونها احتفاء بقيم الشرك بالله الواحد الأحد.

ودأب الأمازيغ في المغرب، على الاحتفال بهذا اليوم من خلال إعداد العديد من الأطباق الخاصة به، من بينها الكسكس باللحم و”سبع خضاري” و”باداز” و”تاكلا” أو “تاروايت” مثلما تسمى في بعض المناطق، وهو الطبق الذي يعبر عن التضامن، إذ تقدم في قصعة أو إناء دائري مشترك، ويتم تقاسمها بين جميع أفراد الأسرة التي تجتمع عند بيت الجد، إضافة إلى المسكرات والفواكه الجافة.

ولم يتمكن أمازيغ المغرب، وغيره من بلدان شمال إفريقيا ومصر وبالخارج، من الاحتفال كما هي عادتهم بالنسة الجديدة، بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس “كورونا” والتي منعت التجمعات في جميع بلدان العالم. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*