يحتفي استقبل الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، قرار إعادة المغرب لعلاقاته الدبلوماسية الرسمية مع الدولة العبرية، بحفاوة وترحيب كبيرين، حسب ما أوردته العديد من الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، استنادا على مصادرها داخل الإدارة الأمريكية وداخل الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه حاكم أمريكا الجديد. والشيء نفسه يمكن قوله بالنسبة إلى الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل صحراءه، والذي شكل صدمة قوية بالنسبة إلى جبهة “البوليساريو” وحليفتها الجزائر، معتبرا المملكة المغربية حليفا إستراتيجيا يمكن الاعتماد عليه كمحاور رئيسي بمنطقة شمال إفريقيا.
واستبعدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وجود نية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، بالتراجع عن هذا القرار التاريخي، الذي اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب، المنتهية ولايته، رغم جميع محاولات الجزائر الضغط من أجل إقناع فريق بايدن بسحب هذا الاعتراف، خاصة بعد التصريحات التي صدرت عن أنتوني بلينكن، المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي أشاد فيها بالاتفاقات الإبراهيمية التي وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية أثناء ولاية ترامب، معتبرا أن هذه الاتفاقات ستجعل المنطقة أكثر أمنا.
واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أي تراجع عن القرار التاريخي سيؤثر على علاقة إسرائيل بالمغرب، الذي يمكن أن يعود إلى قطع العلاقات مرة أخرى، وهو ما لن ترضاه الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تعتبر أمن إسرائيل من الأهمية بما كان، علما أن الرئيس بايدن نفسه، عبر غير ما مرة عن تأييده الكامل للدولة العبرية.
وكانت وسائل إعلام جزائرية تحدثت عن تراجع أكيد لإدارة بايدن عن الاعتراف بسيادة المغرب كاملة على صحراءه، في محاولة للتشويش على المغرب، لكن ملاحظين دوليين عديدين اعتبروا نشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة قرار الاعتراف، إقرارا من المنظمة بمغربية الصحراء.
ومن المنتظر أن تنطلق قريبا الرحلات الجوية بين المغرب وإسرائيل بعد توقيع اتفاقية في المجال الخميس الماضي، كما ينتظر فتح مكاتب الاتصال بين الدولتين في أفق افتتاح سفارتين بين الرباط وتل أبيب قريبا، في تطور مشهود للعلاقات بينهما، خاصة بعد الاستقبال الذي خصصه جلالة الملك محمد السادس للوفدين الأمريكي والإسرائيلي، في خطوة تطبيعية أثارت الكثير من الجدل داخل المملكة.
قم بكتابة اول تعليق