البشير السكيرج… الفكاهي المرح

ظل البشير السكيرج، وفيا لروح الكوميديا والمرح والفكاهة، طيلة مساره الفني الذي امتد لأكثر من أربعين سنة، والذي ابتدأ ببطولة الفيلم الذي بصم تاريخ السينما المغربية “البحث عن زوج امرأتي”، من إخراج محمد عبد الرحمان التازي، إلى آخر أدواره الفنية.

ولد البشير بمدينة طنجة في 26 ماي 1939. لكنه عاش طويلا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توفي عن عمر يناهز 81 سنة ببيته بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، وذلك نتيجة مضاعفات بسبب إصابته بفيروس “كورونا”.

كان السكيرج موهوبا في الغناء وشارك في العديد من البرامج الفنية لاكتشاف المواهب، قبل أن يدخل مجال التمثيل، الذي بصم فيه اسمه وتمكن من خلاله من تكوين رصيد فني غني من الأعمال الإبداعية، رغم أن العديد من النقاد كانوا يعتبرونه أقرب إلى المهرج منه إلى الممثل الكوميدي.

اشتغل في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية. اشتهر بأداء الشخصيات المرحة، وبالرجل المزواج، وكانت له أدوار مثيرة للجدل، مثل فيلمه “كان واحد المرة، كان جوج المرات”، الذي أثار، أثناء عرضه، حينه، ضجة كبيرة، بسبب جرأة مشاهده التي وصفها بعض النقاد ب”الوقحة”، رغم أن السكيرج دافع عنها بشدة واعتبرها ضروية من أجل الحبكة الدرامية.

في أرشيف السكيرج أعمال أخرى، من أشهرها فيلم “غراميات الحاج المختار الصولدي”، الذي تم إنتاجه سنة 2001 وأخرجه مصطفى الدرقاوي، إضافة إلى الفيلم الشهير الذي لعب بطولته “لالة حبي”، الذي أنتج سنة 1996، وأخرجه محمد عبد الرحمان التازي، مخرج الفيلم الظاهرة “البحث عن زوج امرأتي”. أما أشهر أعماله في التلفزيون فيبقى “سيتكوم” بعنوان “حراز يامي”.

يعتبر البشير السكيرج من الممثلين المثقفين. وكان يملك في بيته مكتبة زاخرة بأمهات الكتب وإبداعات الأدب العالمي. كما كانت له علاقات مقربة بالدوائر العليا وبشخصيات نافذة كانت تحترم موهبته وتحب أسلوبه المرح، قبل أن تتأثر العلاقة جراء “فيديو” سربه أحد مستخدميه في مواقع التواصل الاجتماعي وخلق جدلا كبيرا، أدى إلى مغادرته المغرب بشكل نهائي نحو الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن أمنيته كان أن يدفن على أرض الوطن. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*