المغرب وإسرائيل: حان وقت العمل

تفتح استعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، بعيدا عن الجانب الدبلوماسي، إمكانيات اقتصادية واعدة، ويمكن أن تكون الأرباح ضخمة، إذ تقدَّر التبادلات التجارية الإضافية المحتملة ب500 مليون دولار سنويا. وإذا كان بإمكان الدولة العبرية أن تساعد المغرب في الميادين التي تبرع فيها، لا سيما تكنلوجيا الماء والزراعة أو التكنولوجيا المالية، فلإسرائيل الكثير لتتعلمه من الصناعة الوطنية للسيارات وقطاعات الأنسجة المغربية والطائرات والسياحة والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى قدرة المملكة على أن تلعب دور القنطرة نحو إفريقيا، بفضل موقعها الاستراتيجي كملتقى طرق. وهذه إذن فرص حقيقية يجب استغلالها في احتمالات هذا التبادل المغربي الاسرائيل، وقد بدأ مجتمعَيّ العمل في البلدين في وضع عودة هذه العلاقات في إطار عملي للتعاون الاقتصادي.

وحمل تطبيع العلاقات المغربية-الإسرائيلية في طياته عودة للعلاقات الاقتصادية والتي دخلت منذ أيام في مرحلة التنفيذ، فعندما تفتح الأسواق، فهي تهدف حتما المشغلين الاقتصاديين. والأمر الآن بيد رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين، وهم واعون بذلك وقد شرعوا في وضع استرجاع العلاقات بين البلدين في قالب تجاري وتعاون اقتصادي. يمكن القول أن هناك إمكانيات، إذ قالت شيرا غرينبرغ، كبيرة الاقتصاديين بوزارة المالية الإسرائيلية في حديث مع صحيفة “إسرائيل هيوم” أن مساهمات الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وإسرائيل في ازدياد التدفقات التجارية تقدر بحوالي 500 مليون دولار سنويا، أي حوالي 4,5 مليار درهم.

وحسب وزارة الخارجية المغربية، فقد اتفق البلدان على “خلق مجموعات عمل ستتطرق إلى استخلاص اتفاقيات تعاون في العديد من المجالات، لا سيما الاستثمار والزراعة والماء والبيئة والسياحة والعلم والابتكار والطاقة”. ونظرا لجائحة كورونا، فستلتقي هذه المجموعات عبر الإنترنت، ولكن وفدا مغربيا رفيع المستوى سيزور إسرائيل في أقرب وقت ممكن (ربما في هذا الشهر)، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، حسب نفس المصدر. ومن المنتظر أن يزور وفد إسرائيلي يترأسه مستشار الأمن الوطني لإسرائيل، مئير بن شبات، المغرب خلال هذا الشهر.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*