المخرجة السينمائية المبدعة صوفيا علوي مرشحة رسميا لجائزة سيزار في فئة الأفلام القصيرة عن فلمها “لا يهم إن نفقت البهائم”، الحائز على الجائزة الكبرى بمهرجان صندانس سنة 2020. ويضم فلم هذه المخرجة المغربية-الفرنسية الشابة كَوْنا جمعت فيه بين الحقيقة والخيال، في عالم يلفه الغموض والصمت مقابل الآلام والكلام. اختارت صوفيا تصوير هذا العمل في جبال الأطلس، إذ يحكي قصة الراعي الشاب عبد الله، الذي احتُجز رفقة والده في حظيرتهما بسبب الثلوج. ولتجنب هلاك البهائم، استوجب على عبد الله أن يجلب الأكل من قرية تجارية تبعد بمسافة يوم من المشي. اختارت صوفيا كذلك العمل مع أشخاص عاديين عوض الممثلين، للحفاظ على أصالة وإنسانية هذه المنطقة التي تعشقها. الفلم باللغة الأمازيغية، وطريقة إخراجه المتألقة جديرة بالتقدير.
يغلب على “لا يهم إن نفقت البهائم” جو من الميلانكوليا الممزوجة مع أسلوب لارس فون ترايير، حيث يسيطر على المُشاهد خوف من نهاية العالم التي تقترب، ولكن دون هستيريا، وهي حالة من التوتر النفسي المحبوكة بمهارة من طرف المخرجة الشابة التي تقود عبر فيلمها إلى تأمل عميق في نظام مجتمعي أكبر منا، وهو مجتمع سوريالي يختفي منه المهمشون. إتقان رائع لفضاء التصوير، ازداد روعة بالفوتوغرافيا المبدعة للمَشاهد، والنتيجة هي فيلم ذي هيئة لوحة جدارية مكتوبة بدقة، فكل مشهد يحمل معنى، ربما أكثر. إنه فيلم لابد من مشاهدته، ولاشك أنه سيؤثر على مصوّتي أكاديمية جائزة سيزار يوم 12 مارس القادم.
قم بكتابة اول تعليق