ربي بينتو على “تيل كيل”: رأيت نورا إلهيا في وجه جلالة الملك

 أجرت مجلة “تيل كيل” الأسبوعية، ملفا خاصا عن الحاخام يوشياهو يوسف بينتو، رئيس المحكمة العبرية للدار البيضاء، وحفيد الحاخام الأكبر حاييم بينتو، دفين مدينة الصويرة، عنونته ب”حاخام أصحاب النفوذ”، وصفته فيه بأنه رجل دين في عداد النجوم، يتنقل بشكل كبير بين البلدان على متن طائرته الخاص، دون أن ينقص ذلك شيئا من حبه وتعلقه الكبير بالمغرب، بلده الذي يقول إنه يرغب في أن يخدمه بكل ما أوتي من علاقات وشبكات واسعة، مستعملا هيبته التي اجتمع فيها ما تفرق في غيره من الحاخامات، الدين والدبلوماسية والاقتصاد.

في حواره مع “تيل كيل”، وهو أول حوار من نوعه يدلي به الحاخام يوشياهو بينتو لوسيلة إعلام مغربية، منذ وطأت قدماه أرض المملكة قبل حوالي سنتين، قال إن أصوله تتحدر من الملك دافيد (نبي الله داوود عليه السلام لدى المسلمين) ومن عائلة حاخامات عريقة، منذ 3 آلاف سنة، هي عائلة بينتو التي عاشت في سوريا وإسبانيا والبرتغال قبل أن تستقر في المغرب.

تحدث أيضا عن “الكابالا”، الطريقة الدينية الصوفية في الديانة اليهودية، والتي يعتبر واحدا من كبار معلميها، التي قال عنها إنها “روحانية” وتمكن من الاستجابة لاحتياجات خاصة جدا تتعلق بالصحة والنجاح المهني والمالي. ومن خلالها، يمكن الوصول إلى الملائكة الذين يمكنهم أن يحققوا هذا النجاح الذي يسعى إليه الإنسان.

وحول منظمته “شوفا إسرائيل”، التي تمتلك فروعا في مختلف أنحاء العالم، قال ربي بينتو في حواره مع “تيل كيل”: “تعلمت في المدارس الدينية الأشكنازية. ترعرعت إلى جانب يهود سفارديم وأشكناز. تصوري للدين نابع من هذا المسار الذي يأخذ بعين الاعتبار التوراة والكابالا وتطورات العالم العصري. إنه الطريق الذي تصبح عبره ممارسة الدين جميلة ومتاحة لمجموع الطوائف اليهودية. أدافع عن دين مواكب لروح العصر. ومن منطلق هذا التصور، أسست شوفا إسرائيل قبل 30 سنة. ومن أجل ذلك أيضا، تمكنت العديد من الشخصيات ذات النفوذ الكبير، أن تحافظ على علاقتها بدينها”. وأضاف “جماعتي تتكون من 150 ألف عضو وفيّ وحوالي مليون شخص يتابعني بشكل منتظم على منصات التواصل الاجتماعي. 10 في المائة على الأقل من اليهود عبر العالم تتبع طريق شوفا إسرائيل. كتبي ومداخلاتي المباشرة تهدف إلى إنارة الطريق أمام الشباب. تصوري هو نوع من طريق في الحياة يسهل طريق كل واحد منا. في العادة، الأشكناز هم الذين يؤسسون لمثل هذه المجموعات. أنا أول شخص من السفارديم يؤسس مجموعة تجمع الأشكناز بالسفارديم. وهي مسألة نادرة. حاخامات مثل بابا سالي رسموا الطريق قبلنا لمثل هذه الأفكار”.

أما عن ثروته وعلاقته بالمال، فقال عنها ربي يوشياهو يوسف بينتو “ليس للمال أهمية في حياتي. أفضل أن لا أتحدث في الموضوع”، قبل أن يضيف أنه لا يملك شيئا سوى ملابسه، ويقول مفسرا “شوفا إسرائيل منظمة تأسست على التبرعات. كل ما يدخل إليها، يخرج مباشرة. في الديانة اليهودية، المال يجب أن يصل إلى الفقراء والمحتاجين. تنقلاتي بالطائرات الخاصة، هي لأسباب صحية. وكلها تعود ملكيتها إلى تلامذتي. كما أستعملها من أجل تنشيط الدروس الدينية عبر العالم”.

وتحدث ربي بينتو أيضا عن تجربته في السجن، التي قال عنها إنها أفضل مرحلة في حياته، لأنها مكنته من أن يتقرب إلى الله. وأضاف “خلال هذه المرحلة، كتبت 12 كتابا. تمكنت من الاقتراب أكثر من الله. كانت مرحلة روحانية جدا.  أجدادي أيضا مروا من مراحل مثل هذه”، ثم أوضح أن إدانته كانت حكما سياسيا بسبب مدارسه. وأن كل شخص لديه نفوذ في إسرائيل معرض للسجن، ضاربا المثل برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت المسجون بسبب الرشوة وبنيامين ناتانياهو، رئيس الوزراء الحالي المتابع بتهمة الفساد.

وأثناء الحوار، عرج ربي بينتو على علاقته بجلالة الملك محمد السادس، قائلا “في حياتي، التقيت بالعديد من رؤساء الدول وملوكها. البعض منهم يعتبرني مثل صديق له. قبل أن ألتقي الملك محمد السادس، سمعت كثيرا عن جلالته. لدينا في الديانة اليهودية دعاء وصلاة خاصة بالرؤساء والملوك. لم تكن لدي الرغية يوما للقيام بها. لكن حين التقيت جلالته لم أتردد لحظة في الدعاء له. حين رأيته، رأيت نورا إلهيا يضيئ وجهه، لم يسبق لي قبلا أن رأيته. منذ تلك اللحظة، أصلي له كل يوم. كتبتها في كتبي وقلتها في محاضراتي: لم أعش يوما لحظة روحانية بمثل تلك القوة”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*