زينب العدوي… المرأة الحديدية

يلقبونها بالمرأة الحديدية، لأنها ما أن تتقلد منصبا إلا وتعمل جاهدة على أن تكون كفؤة له، من خلال تتبع الشاذة والفاذة، والضرب بيد من حديد على كل مخالف للقانون، أيا كان. لذلك، لم يكن تعيين جلالة الملك محمد السادس لها في منصب رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، اعتباطا، بل لأن سمعتها تسبقها لدى دوائر اتخاذ القرار. قبلها، وضع جلالته ثقته السامية في شخصها، حين عينها في 2014 في منصب والية جهة الغرب شراردة بني حسن، عاملة على إقليم القنيطرة، وهو أول منصب تتقلده امرأة، ثم والية على جهة سوس ماسة، عاملة على عمالة أكادير إداوتنان في 2015، ثم والية مفتشة عامة للإدارة الترابية في 2017.

إنها زينب العدوي. ابنة سوس العالمة التي رأت النور في مدينة الجديدة ذات 2 أبريل من سنة 1960. حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة محمد الخامس بالرباط وصاحبة أطروحة دكتوراه الدولة حول موضوع “مجلس الحسابات المغربي: من مراقبة المشروعية إلى مراقبة جودة الأداء، أية فعالية؟”. وإضافة إلى تخصصها الاقتصادي، لديها ثقافة دينية مهمة، إذ اطلعت على كتب الفقه في سن مبكرة بحكم عمل والدها الراحل أحمد العدوي، إماما لمسجد حكم بحي المحيط بالرباط، مما خولها سنة 2007 لإلقاء درس ديني ضمن سلسلة الدروس الحسنية، أمام أمير المؤمنين، تحت عنوان “حماية الأموال العامة في الإسلام”، وهو الحدث الأبرز في مسارها. تولت العدوي العديد من المناصب الهامة، من بينها أول قاضية للحسابات ثم رئيسة المجلس الجهوي للحسابات بالرباط، كما عينت في 2010 عضوا في اللجنة الاستشارية للجهوية، وعضوا في المجلس الوطني لحقوق الإنسان منذ 2011 وفي الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة منذ 2012. وحصلت على وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط كبير سنة 2013.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*