نداء إلى أهل مراكش ومحبيها من أجل “حلقة” جامع لفنا

وجهت فعاليات ثقافية وفنية ومجتمعية نداء “أهل مراكش ومحبيها” حول ساحة جامع الفنا للتعبير عن الرغبة في دعم الإصلاحات والتوجهات التي من شأنها أن تعيد للساحة مكانتها المحلية وموقعها الدولي الرفيع عبر جمع أكبر قدر من التوقيعات لشخصيات ثقافية وعلمية وفنية وغيرها من داخل المغرب وخارجه.
وأبرز النداء أن تزامن التصنيف العالمي للساحة من قبل “اليونسكو”، رائعة من روائع التراث اللامادي للإنسانية، مع تدشين أحلك عهود عزلة الساحة عن أهل مراكش ومحبيها، بعد أن خبا إشعاعها الفني الفرجوي لصالح “فوضى البناء” وهيمنة رواج تجاري ومطعمي “عشوائي”، يخدم زيفا السياحة.

وأضاف النداء أن هذا “التحول”، فتح الباب على مصراعيه أمام الإجهاز على مؤسسة “الحلقة” باعتبارها روح الساحة وجوهر تفردها وحكمة تصنيفها، ما يفرض اليوم أن تصبح قضية إحياء ساحة جامع الفنا، وهي صاحبة الفضل على الإنسانية في بزوغ نجم الاتفاقية الدولية للتراث اللامادي” سنة 2003، قضية ثقافية وطنية لأهل مراكش ولكل المغاربة.
واليوم، يضيف النداء، وفي إطار الأوراش الملكية الكبرى التي تشهدها المدينة العتيقة داخل السور لإعادة الاعتبار لتراثها المادي والمعنوي، يجدر بمناسبة انشغال السلطات المحلية بإعداد برنامج تثمين الساحة، دعوة أهل مراكش ومحبيها للمشاركة الحية في مشروع استعادة العالم الملحمي للساحة لاستلهام بهاءها ووظيفتها الجمالية والذوقية فنيا وروحيا واحتفاليا، وذلك من خلال التوقف عند التوجهات الكبرى لميثاق حرم ساحة جامع الفنا وتثمين التوجه الرسمي الذي يحمل عاليا لواء التشبث بالمشروعية وإعادة الاعتبار للقانون، وذلك من أجل كبح جماح التطاول في البناء امتدادا وارتفاعا وتصحيح إعداد الواجهات تأصيلا وتناسقا، وتقويم اختلالات اللافتات الإشهارية الملوثة لجمالية الأجواء وروحانيتها ورونقها، بما ينسجم مع المتطلبات القانونية للتصنيف الدولي للساحة ولمدينة مراكش، باعتبارهما من تراث الإنسانية الذي ترعاه المنظمة العالمية للثقافة والفنون.

وطالب النداء، من السلطات والمؤسسات التمثيلية المختصة بالمدينة، ب”تحرير” الساحة من كل معوقات التعبير الفني الإبداعي، لإعادة الاعتبار ل”الحلقة” وفنونها وآدابها المتنوعة التي تنتقل من جيل إلى جيل، من خلال إعادة النظر في حدود مجال الترخيص المؤقت لاحتلال الملك العمومي، لترك الفضاء الأكبر في الساحة لما تنفرد به من حلقات حكي ملحمي وفرجة ساحرة، وما يميزها كفضاء للقاء والفسحة وتقاسم الفرح والفرجة والإفادة والتعلم والبحث عن المعنى.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*