حمادي عمور… الناظوري صاحب اللكنة الفاسية

رزئت الساحة الفنية يوم الجمعة الماضي، بوفاة واحد من أكبر وأهم الفنانين، هو حمادي عمور، الذي غادرنا إلى دار البقاء عن عمر يناهز 90 سنة بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء ورصيد غني من الأعمال بفضل عروضه وأدواره المتعددة في السينما والمسرح والإذاعة، التي تجاوزت 580 عملا فنيا.

ولد حمادي عمور سنة 1930 (1931 في رواية أخرى) بمدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة. ورغم لكنة أهل فاس الطاغية على لسانه، وتطبعه بطبائعها، لكن أصوله ريفية تعود إلى مدينة الناظور، وبالضبط إلى منطقة ولاد عمور التي يمتح منها اسمه العائلي، قبل أن تنتقل الأسرة إلى العيش في مدينة مليلية ثم ترحل بعدها نحو فاس بداية الثلاثينات. وينتمي الراحل إلى جيل الرواد الذين تركوا بصمة لا تنسى على الإنتاج التلفزيوني والإذاعي المغربي، في زمن كان التمثيل لا يزال في بداياته، والتعاطي له ليس بالاختيار السهل. إذ كان أول ظهور له من خلال مسرح الهواة سنة 1948، حين شارك في مسرحية بعنوان “أنا القاتل”، بدور النادل، قبل أن يؤسس فرقة “المنار” المسرحية سنة 1951 بمدينة الدار البيضاء، ثم يقدم، نهاية سنوات الخمسينات، برنامج “عالم الفنون”، الذي ظل ينشطه لأكثر من 10 سنوات.

شارك حمادي عمور في العديد من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، من بينها “سوق النساء” و”دموع الندم” و”ولد الدرب” و”عبروا في صمت” و”بداية وأمل”، إضافة إلى فيلم “كيد النسا” سنة 1999 و”المهمة” سنة 2002. كما قدم إلى التلفزيون العديد من المسلسلات و”السيتكومات”، أبرزها  “رحيمو” و”العوني” و”الربيب” و”نسيب الحاج عزوز”

وإلى جانب المسرح والتلفزيون والإذاعة، كان الراحل حمادي عمور يؤلف الأغاني، وقد تعامل مع عدد من المطربين المغاربة المعروفين الذين غنوا من كلماته، من بينهم المعطي بلقاسم ومحمد الإدريسي.

يشار إلى أن حمادي عمور، حصل في سنة 2015، على وسام من جلالة الملك محمد السادس، تقديرا له لما قدمه إلى الساحة الفنية في المغرب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*