“الشفنج”… “الدونت” المغربي

إذا كان للأمريكيين والإنجليز فطيرة “الدونت” الشهيرة بالشوكولا والجوز، وللفرنسيين “البينيي” اللذيذ، فإن للمغاربة “الشفنج”، الذي يعتبر من الأكلات المغربية التقليدية الأكثر شعبية، التي يمكن تناولها مساء مثل وجبة خفيفة، أو في الفطور، مع كأس شاي منعنع، إذ لا يحلو مع القهوة أو مع أي مشروب آخر، كما لا يمكن تناوله إلا ساخنا مثلما جرت العادة والطقوس.

سمي “الشفنج” أو “السفنج” مثلما يطلق عليه في بعض المناطق داخل المغرب (يطلق عليه الجزائريون والتونسيون اسم الخفاف)، كذلك، لأن به ثقوبا داخلية مثل التي في الإسفنج، ناتجة عن تفاعل الخمائر والمواد المكونة للعجين. ورغم تراجع الإقبال عليه، إلا أنه لا يزال حاضرا بقوة في الأحياء الشعبية القديمة في كل المدن المغربية تقريبا.

يدخل “الشفنج” في قائمة الفطائر المقلية، الموجودة في كل بلدان العالم تقريبا، التي يقال إن اكتشافها كان صدفة، حين سقطت قطعة عجين، سهوا، في مقلاة زيت ساخن. وقد احتار الباحثون في أصلها الأول، الذي يعود إلى قرون خلت، رغم أن بعضهم يؤكد أنها ظهرت أول مرة في أوربا قبل أن تنتشر في غيرها من القارات والدول تحت مسميات مختلفة.

جاء “الشفنج” إلى المغرب قادما من الأندلس، حسب بعض الروايات، في الوقت الذي تقول روايات أخرى إنه كان معروفا في عهد المرينيين، وحتى قبلهم بكثير، وإن أصوله أمازيغية، وكان يعرف لدى “البربر” ب”تيبلخار”، في حين تؤكد رواية ثالثة أن المغاربة تعرفوا عليه في القرن 18 بعد أن عرفهم عليه العرب.

ورد ذكر “الشفنج” تحت اسم “اسفنج الريح”، في كتاب “فضالة الخوان” (الطبخ في الأندلس القرن 13) لابن رزين التجيبي، الذي تحدث عن مكوناته وطريقة إعداده التي ما زال المغاربة محافظين عليها إلى اليوم. كما ذكره صاحب كتاب “أنواع الصيدلة في أنواع الأطعمة”، الذي قدمه محشوا بالعسل واللوز والجوز والفستق والصنوبر، ضمن الوصفات التي قدم لها من المغرب والأندلس خلال الحقبة الموحدية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*