مطعم “الشينوا” في خبر كان

أثار خبر هدم “أوتيل الشينوا”، في الدار البيضاء، ومطعمه “عش السنونو” الشهير، حنق وغضب “الكازاويين” الذين تربت أجيال منهم على حب وارتياد هذا الفضاء الساحر الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من ذاكرتهم الرمزية وتاريخهم.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ انطلاق عملية الهدم يوم الاثنين الماضي، بالتغريدات والتدوينات التي ترثي حال هذه المعلمة التاريخية البيضاوية التي استهدفتها معاول التدمير لتدكها وتبني بدلها عمارة سكنية. وتأسست مجموعات فيسبوكية للتنديد بالجريمة التي تعرض لها هذا المطعم الشهير، من بينها حساب فيسبوكي يطلق عليه “الدار البيضاء تاريخ وهندسة”، وآخر يحمل اسم “موسوعة المغرب” ومجموعة أخرى تحمل اسم “إلى عش السنونو لم يعد موجودا”.

واعتبرت العديد من التعليقات الفيسبوكية، أن ما وقع لمطعم وفندق “الشينوا”، مؤامرة ضد ذاكرة المدينة، واستغربت عدم تصنيف المطعم ضمن التراث الرمزي للدار البيضاء التي يريد بارونات العقار والإسمنت أن تقضي على ملامحها الجميلة وتاريخها الرمزي، بل ذهب آخرون أبعد وتحدثوا عن مؤامرة ونية مبيتة للمسؤولين للقضاء على إرث العاصمة الاقتصادية وتحويلها إلى ورش بناء لا ينتهي.

تأسس المطعم سنة 1950 من قبل رجل أعمال فيتنامي عاشق للمغرب، وكان أول مطعم شيد بالبيضاء، وتخصص في الأكلات الآسيوية الفيتنامية والصينية، وفيه تعلم البيضاويون الأكل بالعيدان وتعويض الخبز الأساسي في وجبات المغاربة، بالأرز، إذ كانت الأطباق في مطعم “الشينوا” تقدم مصحوبة بالأرز، وكان من المستحيل أن تجد فيها الخبز، شأنها في ذلك شأن جميع المطاعم الآسيوية. 

واكتسب مطعم “الشينوا” على مر السنين، شهرة كبيرة، بفضل أطباقه  الكلاسيكية، وجودة خدمته ومعقولية أسعاره، إضافة إلى أجوائه الساحرة والرومانسية. وتوارثت عائلة نغويين، ملكيته عبر السنوات، قبل أن تقرر بيعه بعد أزمات مالية مرت بها، لتأتي أزمة كورونا وتقضي على ما تبقى لها من مقاومة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*