كريمة بنيعيش… ابنة “دار المخزن”

شغلت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، الناس وملأت الدنيا، خلال الأزمة المغربية الإسبانية الأخيرة، التي تسبب فيها إبراهيم غالي، زعيم جبهة “بوليساريو” المعادية للمغرب، بعد ردودها الصارمة والمنطقية المدافعة عن مصالح المغرب، والتي حظيت باستحسان العديدين. ولأول مرة، تجمع الآراء، على أن هذه السيدة، التي أطلق عليها البعض لقب “المرأة الحديدية”، تستحق منصبها، وأنها فعلا “المرأة المناسبة في المكان المناسب”، بل هناك من رشحها لتقلد منصب وزيرة الخارجية بدل ناصر بوريطة. 

ولمن لا يعرف كريمة، فهي ابنة دار “المخزن”. تربت في كنف الحسن الثاني، إلى جانب شقيقها فاضل بنيعيش، بعد وفاة والدهما، محمد فاضل بنيعيش، الذي كان طبيبا خاصا للملك الراحل، في انقلاب الصخيرات في سبعينيات القرن الماضي، مما جعلهما من المقربين إلى القصر، وإلى جلالة الملك محمد السادس.

تولت منصبها سفيرة للمغرب في إسبانيا في أبريل من سنة 2018، خلفا لشقيقها فاضل، صديق دراسة الملك، الذي تولى المنصب نفسه قبلها. وهي، إلى جانب إلمامها بكواليس العمل الدبلوماسي، ملمة بالثقافة والعقلية الإسبانية، بحكم أن والدتها كارمن ميلان، إسبانية في الأصل.

تتحدث كريمة بنيعيش، التي ولدت في تطوان سنة 1961، العديد من اللغات  بطلاقة، بدءا من اللغة العربية والإسبانية مرورا بالإنجليزية والفرنسية وصولا إلى البرتغالية والروسية. حصلت على الباكالوريا تخصص علوم اقتصادية بالرباط سنة 1981، قبل أن تنتقل للدراسة في كندا، حيث حصلت سنة 1986على إجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال ، ثم على شهادة “ميتريز” في العلوم الاقتصادية من الجامعة نفسها سنة 1988، إضافة إلى شهادة “دكتوراه شرفية” من جامعة نوفا بلشبونة سنة 2013.

راكمت بنيعيش تجربة مهمة في وزارة الخارجية، إذ تقلدت العديد من المهام من بينها مديرة للتعاون الثقافي والعلمي، كما عينها جلالة الملك محمد السادس سفيرة للمغرب في البرتغال سنة 2008، وهي تشغل منذ سنة 2013 منصب نائبة رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال جنوب التابع لمجلس أوربا.

وتم توشيح بنيعيش بالعديد من الأوسمة من بينها قائد الاستحقاق المدني في إسبانيا (سنة 2000)، ووسام الاستحقاق الوطني في فرنسا سنة 2007.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*