خالد الجامعي … وفاة صحافي مناضل

رزئت الساحة الإعلامية والسياسية في المغرب، برحيل واحد من أهم أعمدتها بداية الأسبوع الجاري، خالد الجامعي، المناضل والرجل الشريف الذي لم يكن يخاف في قول الحق لومة لائم، حتى ولو كان وزير الداخلية القوي إدريس البصري، الذي كان الوحيد الذي يتجرأ على مجادلته، بل وصل به الأمر ذات نقاش أن خاطبه قائلا “شكون نتا؟”.

عاش خالد الجامعي وفيا لمبادئه ونضاله من أجل قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. الكل يشهد له، العدو قبل الصديق، بمواقفه التاريخية في زمن كان ثمن التعبير عن الموقف غاليا. كان صحافيا ومناضلا سياسيا ملتزما بقضايا الشعب، يكتب عنها بقلمه النزيه، بكل واقعية وموضوعية. ورغم حدة خطابه وصرامة كتاباته، إلا أنه كان لا يخلو من حس دعابة وسخرية محببة إلى القراء، جعلته قلما لا يشق له غبار.

كان خالد، الذي ينتمي إلى آل الجامعي، الأسرة الشهيرة والعريقة في تاريخ المغرب، (ابن المجاهد المعروف بوشتى الجامعي) مناضلا في صفوف حزب الاستقلال العريق، لسنوات عديدة، وكان عضوا بارزا في لجنته التنفيذية. شغل منصب رئيس تحرير جريدة “لوبينيون” الفرنكفونية التابعة للحزب، قبل أن يبحر في لج الصحافة المستقلة بعد تأسيس ابنه أبو بكر الجامعي لأسبوعية “لو جورنال” ذائعة الصيت، التي زلزلت أركان الصحافة المكتوبة في البلاد.

عرف الجامعي بالصدق، وبالدفاع عن المظلومين بغض النظر عن اختلاف توجهاته معهم. كان من أشد المدافعين عن ملف السلفية الجهادية وكان يستقبل عائلاتهم ويستمع إليهم ويكتب عنهم، رغم أنه كان محسوبا على صف الحداثيين المتنورين.

ولد خالد الجامعي، الذي لقب بعميد الصحافيين وقيدوم الصحافة المغربية، سنة 1944 بمدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة، ووافته المنية بمدينة الدار البيضاء في فاتح يونيو 2021، عن عمر يناهز 75 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، ليكون بذلك آخر الرجال المحاربين في ميدان الصحافة بالمغرب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*