“فَضَاءٌ مُتَخَيَّلٌ” “نظر” تَعْرض نجية السدراتي

بعد أن كانت تحتفِظُ بفنها لمحيطها القريب فقط، والذي كان دوما يشجعها على كشفه للآخرين، تَعْرِضُ الفنانة التشكيلية نجية السدراتي أخيرا أعمالها في الدار البيضاء. “فَضَاءٌ مُتَخَيَّلٌ” هو عنوان المعرض الذي سينظم لأعمالها في عرض صالة “نظر” خلال شهر يوليوز. والذي يشكل الأول من نوعه في المغرب والمعرض الثاني على الإطلاق لفن نجية السدراتي بعد عرضها الفريد الذي نظم خلال فبراير 2020 في باريس.

افتتاح المعرض: يوم فاتح يوليوز 2021 ابتداء من الساعة السابعة مساء.

فضلا عن جوانبه الفنية، مَكَّنَ الفن التشخيصي على الدوام من إدراكٍ وتقديرٍ أفضلَ للواقع، أكثر مما تتيحه الملاحظة العينية للأشياء الواقعية. فرغم أنه لا يمت للواقع بصلة، فإن له تلك القدرة الخاصة على تضخيم الواقع من خلال الأشكال والألوان التي تُشَكِّّلُه، متيحا إمكانية النظر إلى ما يصوره في بعد آخر، أكثر وقعا من الناحية الوجدانية من البعد البدائي.

فهذه الإمكانية التي تتيح، من خلال العمل الفني، اقتراح قراءة أخرى للأشخاص، والأشياء…، قراءة أكثر إحساسا، هي التي دفعت الفنانة نجية السدراتي إلى اختيار الفن التشخيصي، مع بداية الألفية. هذا الاختيار الذي مكنها فيما بعد من إنجاز أعمال تجريدية وشبه تجريدية.

“من خلال المرور إلى التجريد تمكّنْتُ من التعبيرِ عن أحاسيسي الفنية بشكل أكبر”، تقول نجية السدراتي. تلك الأحاسيس التي رَبَّتها منذ شبابها من خلال التمعن والتأمل في أعمال كبار الفنانين العالميين، من رواد الفن التجريدي، مثل كاندينسكي، مالفيتش، موندريان… وأيضا أعمال مارلو موس، هيلما أف كلينت…

خضعت، الفنانة العصامية،  لمتطلبات الصباغة لتكرس جهدها منذ 2018 للفن التشخيصي المُفَكَّك البنية. ومن خلال ذلك لممارسة التعبير عبر أشكال وألوان كلية الحضور والتي تكتسح أعمالها. “اللازمة التي تعود باستمرار في أعمالي هي تشخيص المرأة متعددة الوجوه والجوانب، كما ترسم نفسها، في تقاطع معاشها الخاص مع مخيلتي”، أوضحت نجية السدراتي في تصريح لها بمناسبة عرض أعمالها بقاعة نظر.

وتشكل لوحاتها الأخيرة، المتفجرة والقوية، تعبيرا عن العالم المتشظي، المضطرب، على غرار مفارقات وتناقضات الحياة اليومية. تحدوها الرغبة في الإيحاء بهذه الثنائية مع تحفيز الأسئلة والأحاسيس.

ومن خلال عرض أعمالها، طيلة شهر يوليوز في صالون نظر، تصبو نجية السدراتي أخيرا إلى مشاركة مشاعرها الفنية مع هواة الفن في المغرب. في أول عرض بالدار البيضاء تحت عنوان “فَضَاءٌ مُتَخَيَّلٌ”، وذلك بعد المرة الوحيدة والفريدة التي قدمت فيها أعمالها، من 11 إلى 16 فبراير 2020 في معرض المُسْتقلّين في إطار “آرت كابتال” الذي نظم بالقصر الكبير بباريس.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*