لبنى السراج، النسوية تتوج بجائزة “أورانج” للكتاب بإفريقيا

في كتابها “شريطة أن يكون في مزاج جيد”، تحكي لبنى السراج عن زوجين وزمنين، بين تصوف وحقيقة مرّة لامرأة على وشك الزواج من حب حياتها، لكن ينتابها الشك، فتخوض في قصة ليست قصتها وتحاول جمع أجزاء ماض يتبعها رغما عنها، محاولة التفكير بعقلانية في اختيارات حياتها. الرواية مكتوبة بطريقة جميلة، حيث تمر الكاتبة من حقبة زمنية إلى أخرى، من حياة إلى أخرى، ومن لاوعي إلى آخر، دون تردد.

ويستكشف الكتاب، الذي يتطرق للعنف الزوجي، رحلة امرأتين مختلفتين تماما ومتشابهتين نفس الوقت، تبحثان عن الحرية. وقد تأثرت فيرونيك تادجو وباقي أعضاء لجنة التحكيم بكتاب “شريطة أن يكون في مزاج جيد”، الذي “تتطرق فيه الكاتبة بكل  بثقة ووعي  لموضوع لا يزال ضمن مواضيع الساعة للأسف: العنف الزوجي، بعيدا عن كل ازدواجية. واستمرت الحبكة طوال القصة، متطرقة بنجاح إلى العديد من المواضيع الأخرى كانتقال الصدمات النفسية عبر الأجيال، والمقاومة في كل تجلياتها، والحب المتعدد الأبعاد، والكرامة أمام المعاناة، وكذا التفاني والرغبة والحرية. ويدعونا هذا الكتاب إلى السفر إلى الماضي عبر شخصيتين وحقبتين زمنيتين وزوجين من أجل فهم الحاضر بطريقة أفضل، إذ تحكي لبنى السراج عن مجتمعها وكذلك عن كل البلدان التي لا زالت تعاني فيها النساء، فنجاح هذا الكتاب مبهر، إذ قامت لبنى بتحويل شغفها أي الأدب والكتابة إلى عمل، فهي محررة وتملك موقع تكتب فيه أفكارها الأدبية والاجتماعية والسياسية حول مواضيع الساعة بنظرة جديدة. “شريطة أن يكون في مزاج جيد” هو كتابها الأول.

وستحصل لبنى السراج على 000 10 أورو كما ستحظى بحملة ترويج لكتابها الذي صدر في المغرب عن دار النشر لا كروازي في فبراير 2020، ثم في مارس 2021 في فرنسا عن دار النشر أو ديابل. وسيصدر هذا الكتاب كذلك في العديد من البلدان الإفريقية (مالي والجزائر وتونس وغينيا كوناكري والكوت ديفوار) في إطار نادي وجدة، وهو عبارة عن مجموعة من الناشرين الأفارقة والفرنسيين.

وفي إطار التزاماتها في افريقيا وتأصلها في القارة، أطلقت مؤسسة “أورانج” سنة 2018 جائزة أورانج للكتاب بإفريقيا، بشراكة مع المعهد الفرنسي، بهدف الترويج لمواهب الكتاب الأفارقة.

وتنافس في هذه النسخة الثالثة، 74 رواية من 44 دار نشر من 16 دولة. واختيرت الروايات الست المرشحة من قبل خمس لجان قراءة في كل من تونس، والكاميرون، وغينيا، وكوت ديفوار، ومالي.

وترأست لجنة التحكيم الكاتبة الإيفوارية فيرونيك تادجو، وتكونت من كتاب وناقدين أدبيين وصحافيين وشخصيات معروفة في العالم الأدبي: إفان أمار (صحافي فرنسي)، كيدي بيبي (صحافية وكاتبة من فرنسا)، أوجين أيبودي (كاتب من الكامرون)، يوسف العلمي (كاتب مغربي، حائز على الجائزة سابقا)، فاليري ماران لا ميسلي (صحافية في لو بوان من فرنسا)، نيكولاس ميشيل (صحافي في جون أفريك من فرنسا)، غابرييل مويني أوكوندجي (عالم نفس وشاعر من الكونغو) وكذا مريمة ندويي (كاتبة من السنغال).

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*