“علي صوتك”… من حي شعبي فقير إلى أدراج كان

لم يخرج فيلم “علي صوتك”، الشريط السينمائي الأخير للمخرج المغربي المثير للجدل نبيل عيوش، خالي الوفاض من مهرجان “كان” السينمائي، في دورته 74، بعد أن استطاع الفوز بجائزة المهرجان للسينما الإيجابية، كما حصل مخرجه وكاتب السيناريو على جائزة “أفضل إنجاز في السينما”، عن مجموع أعماله، وهي الجائزة التي منحتها له المنظمة الإنسانية “يونيون لايف إنترناشيونال”.

وتدور أحداث الفيلم الجديد لعيوش، الذي أنتجته شركته “عليان”، في إحدى المناطق الشعبية بالمغرب، وتحكي قصة شاب يدعى أنس، يغني “الراب” التحق للعمل بأحد المراكز الثقافية بالحي، قبل أن يجتمع رفقة شباب مهمشين آخرين لتشكل فرقة “هيب هوب” تعبر عن قضاياهم ومشاكلهم، بفضل تشجيع من معلمهم.

وشارك في بطولة الفيلم مجموعة من الشباب المنتمين إلى المركو الثقافي “نجوم سيدي مومن”، الذي أسسته مؤسسة “علي زاوا” التي يملكها نبيل عيوش نفسه، والذي دأب على تشجيع المواهب من الحياة الواقعية، على خوض تجربة التمثيل في أفلامه، بدءا من فيلمه “علي زاوا” عن أطفال الشوارع، الذي استعان بأطفال شارع حقيقيين، صنع منهم العمل نجوما حقيقيين.

ولقي الفيلم الجديد لعيوش، استحسانا كبيرا من طرف النقاد والمتابعين، إذ وصفته صحيفة “فرانس كولتور” بالفيلم “المفرح” في حين وصفته مجلة “في آش ماغ” بأنه “قوي وصادق” وشبهته مجلة “جون أفريك” ب”قصة من الويست سايد المغربي”.

وعادت السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي، لفيلم “تيتان” لمخرجته الفرنسية جوليا دوكورنو، لتصبح بذلك ثاني مخرجة تفوز بالجائزة الأولى في تاريخ المهرجان بعد جين كامبيون سنة 1993 عن فيلمها “ذي بيانو”، في الوقت الذي عادت الجائزة الكبرى للمهرجان، وهي ثاني أهم جائزة بعد السعفة الذهبية، للمخرج الإيراني المتميز أصغر فرهادي، والذي نالها مناصفة مع الفنلندي يوهو كووسمانن.

يشار إلى أن نبيل عيوش، من أبرز المخرجين والمنتجين في المغرب. وهو ابن رجل الأعمال والإشهاري الكبير نور الدين عيوش، من زوجته اليهودية التونسية. وقد أثار الجدل منذ بداية مساره بفضل اختياراته الجريئة والصادمة، سواء على مستوى الحوارات أو الأفكار التي تعبر عنها أفلامه، والتي تعري المسكوت عنه في المجتمع المغربي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*