ولدت مايا كازابيانكا سنة 1940 في الدار البيضاء، لكن شهرتها ستتعدى حدود المملكة لتصل إلى فرنسا والعديد من أنحاء العالم، بعد أن أصبحت، في نهاية الخمسينات، نجمة لا يشق لها غبار وسجلت العديد من الأغاني بالعديد من اللغات الفارسية والتركية والعربية والفرنسية.
تنتمي مايا، واسمها الحقيقي مارغوت عزران، إلى أسرة يهودية تعود أصولها إلى المغرب. هاجرت عائلتها إلى إسرائيل سنة 1948 مباشرة بعد نشأة الدولة العبرية، حيث اختارت الاستقرار في مدينة حيفا الجميلة، قبل أن تغادر الطفلة مايا إلى باريس وعمرها لا يتجاوز 13 سنة، حيث غنت في حفل عائلي كان انطلاقتها نحو الشهرة والنجومية بعد أن سمع صوتها أحد المنتجين ليمنحها فرصة حياتها، وينتشر اسمها الذي اتخذته شبيها بمدينتها للتمويه عن جذورها اليهودية، في فرنسا وسوريا ولبنان ومصر وجنوب إفريقيا وإسرائيل والاتحاد السوفياتي سابقا، في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
كان لقاؤها بالمطرب العربي فريد الأطرش مرحلة فارقة في حياتها. فقد أحبها الموسيقار الكبير والأمير الدرزي، هي التي كانت إحدى معجباته منذ صغرها، بل انتقلت للعيش في قصره في بحمدون بلبنان، وأهداها العديد من أغانيه، أشهرها أغنية “يا جميل يا جميل”، التي أعادت مايا غناءها بالفرنسية، كما عاشت معه أجمل سنوات حياتها التي حكت عنها في كتاب مذكراتها تحت عنوان “أنا وهو… قصتي مع فريد الأطرش”.
غنت مايا في كبريات المسارح والكازينوهات العربية. واستقبلها علية القوم في قصورهم ومنازلهم. وحضر حفلاتها كبار الشخصيات من بينهم رؤساء دول. وكانت لها علاقات صداقة مع العديد من نجوم الفن العرب، مثل فيروز وإلياس الرحباني وصباح ووديع الصافي وسيمون أسمر… الجميع كان يعتقد أنها مسيحية، قبل أن تعلن يهوديتها حين غنت النشيد الوطني “هاتكافا” في إحدى حفلاتها بموسكو، بعد حرب 1967، منهية بذلك نهاية مسيرتها الفنية في البلدان العربية، ونهاية قصة حبها بفريد.
قم بكتابة اول تعليق