احتفل المغاربة أمس السبت 21 غشت، بعيد الشباب، وهو العيد الذي يحتفل فيه جلالة الملك محمد السادس بذكرى ميلاده، ويعتبر عيدا وطنيا تتعطل فيه الإدارات، وذلك منذ قرر الملك الراحل محمد الخامس، أن يطلق عليه هذه التسمية، ويجعله متزامنا مع يوم ميلاد نجله المغفور له الحسن الثاني.
كانت أول مرة يحتفل فيها المغرب بهذا العيد مباشرة بعد الاستقلال، حين كانت أجواء الفرحة تعم البلاد، بعد أن تخلصت من الاستعمار، بفضل تظافر جهود القصر والحركة الوطنية، وبفضل مقاومة الشباب المغربي، وعلى رأسهم الأمير الحسن الذي لم يكن يتوانى عن الخروج سرا في المظاهرات التي كانت تغزو الشوارع للمطالبة بالاستقلال، كما لم يكن يخفي دعمه القوي لحركة المقاومة الوطنية.
تبلورت فكرة الاحتفال بالعيد لدى أحمد بنسودة، الذي كان حينها كاتبا للدولة مكلفا بالشبيبة والرياضة في عهد حكومة امبارك البكاي الثانية، الذي اقترح على المغفور له الملك محمد الخامس، أن يتم تخصيص عيد وطني يتشارك خلاله المغاربة الفرحة بالاستقلال، ويحتفي شبابه برمزهم وقدوتهم الأمير الشاب مولاي الحسن، الذي كانوا يكنون له الكثير من المودة والتقدير والاحترام، للدور الذي لعبه في الحصول على الاستقلال. رحب محمد الخامس بالفكرة ليصبح هذا العيد عنوانا لإرادة الشباب المغربي وعزمه على بناء الوطن والمستقبل، لكنه اختار أن يصادف يوم الاحتفال بهذا العيد، مولد الأمير مولاي الحسن الذي تم تنصيبه وليا للعهد في هذه المناسبة بالضبط، سنة فقط بعد أول احتفال به.
توالت الأحداث السياسية الكبرى في المغرب بعد ذلك، من ثورة الريف إلى إقالة حكومة عبد الله إبراهيم، وهي الأحداث التي كان الأمير الحسن فاعلا فيها بشكل كبير، مما جعل الاهتمام بهذا العيد يخفت في ظل الانشغالات الأميرية الهامة. لكن عيد الشباب سيعود إلى الأضواء من جديد، بعد وفاة الملك محمد الخامس وتولي المغفور له الحسن الثاني العرش.
قم بكتابة اول تعليق