إسرائيل تحرم اليهود المغاربة من تعويضات “الهولوكوست”

رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، منح التعويضات الخاصة ب “الهولوكوست” ليهود مغاربة يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما رفضت الاعتراف بأنهم ضحايا ناجون من المحرقة النازية، بعد الدعوى القضائية التي رفعوها من أجل الحصول على تعويضات مالية حكومية، بدعوى أنهم ناجون من “قوانين فيشي” التي تم فرضها من طرف حكومة فيشي الفرنسية، التي كانت موالية لألمانيا، وكان حينها المغرب تحت الحماية الفرنسية.

ورفضت اللجنة، المكونة من ثلاثة قضاة، النظر في هذه القضية، مؤيدة الحكم الذي أصدرته سابقا محكمة إسرائيلية في حيفا، واعتبر أن التمييز الذي ساد في المغرب ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية من قبل حكومة فيشي الفرنسية المتحالفة مع النازيين، لا يعتبره القانون الإسرائيلي، شكلا من أشكال الاضطهاد النازي، بل قوانين معادية للسامية أدت إلى تقليص منهجي لحريات اليهود المغاربة في مجالات مثل التوظيف والتعليم والسكن، وبالتالي فضحاياه ليسوا مؤهلين للحصول على تعويضات من هيأة حقوق الناجين من الهولوكوست في إسرائيل، حسب ما تناقلته العديد من الصحف العبرية، التي أكدت أن مبلغ التعويضات التي كان سيحصل عليها اليهود المغاربة، لو تم قبول الدعوى، كان سيصل إلى 123 مليون دولار.

وتحظى إسرائيل بتعويضات مالية مهمة، من العديد من البلدان الأوربية، التي كانت متورطة في فضيحة “الهولوكست” والتصفية العرقية لليهود في أوربا خلال الحرب العالمية الثانية، وهي التعويضات التي يستفيد منها الضحايا من اليهود المقيمين بدولة إسرائيل اليوم، والذين يعانون مشاكل صحية بسبب حصص التعذيب والاضطهاد الذي تعرضوا له، شرط أن تتوفر فيهم جميع الشروط القانونية لذلك.  

ويمكن لليهود المغاربة الذين رفعوا القضية، الطعن في قرار المحكمة العليا الإسرائيلية وتقديم التماس للاستماع إليهم أمام لجنة موسعة من القضاة التابعين للمحكمة، خاصة بعد أن اتهمت هيأة دفاعهم إسرائيل بممارسة التمييز ضد ضحايا النظام النازي.

وكان نظام “فيشي” الموالي لألمانيا النازية، قد مارس ضغطا كبيرا على السلطان محمد الخامس، من أجل تطبيق القوانين المعادية للسامية، لكنه رفض رفضا تاما، رغم أن المغرب كان مستعمرا آنذاك، معتبرا أن اليهود جزء لا يتجزأ من رعيته، مثلهم في ذلك مثل المسلمين. وهو الموقف الذي ظل اليهود المغاربة يتذكرونه له ويمجدونه ويقدسونه لأجله، جيلا بعد جيل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*