يستعد معهد العالم العربي بفرنسا، إلى تدشين دخوله الثقافي بتنظيم معرض “يهود المشرق… تاريخ لآلاف السنين”، وهو المعرض الذي سيتم التركيز خلاله على النموذج المغربي، باعتباره استثنائيا في علاقات التعايش بين مسلميه ويهوده، وبالنظر إلى حجم المجهودات التي بذلها، بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على الإرث اليهودي بالمغرب، سواء من خلال إعادة ترميم أحياء الملاح وأماكن العبادة والمقابر، دون الحديث عن إدراج تاريخ اليهود المغاربة في المقررات الدراسية، وتضمين المكون اليهودي باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية، في الدستور.
ويقدم المعرض، الذي سينظم في باريس من 24 نونبر المقبل إلى 13 مارس 2022، نظرة غير مسبوقة لتاريخ الطوائف اليهودية في العالم العربي، من حوض البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الفرات، مرورا بشبه الجزيرة العربية، ويمكن الزائر من اكتشاف جوانب متعددة للتعايش بين اليهود والمسلمين، ابتداء من العلاقات الأولى بين القبائل اليهودية في شبه الجزيرة العربية، ونبي الإسلام محمد، إلى ظهور شخصيات يهودية لعبت دورا كبيرا ومهما في العصور الوسطى في عواصم الخلافة الإسلامية من بغداد إلى قرطبة. كما تستعرض التظاهرة، جوانب من تاريخ هجرة اليهود من العالم العربي وأسبابها.
ويعتمد المعرض، في استعراض هذا التاريخ الطويل والهام، على مجموعة من المخطوطات والوثائق في علم الآثار واللوحات والصور الفوتوغرافية والملابس والمجوهرات والأواني والعروض السمعية البصرية، يبلغ عددها حوالي 281، استعارها من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، إضافة إلى المغرب وإسرائيل، عدد كبير منها سيكتشفه الجمهور لأول مرة بشكل غير مسبوق.
ويعد معرض “يهود المشرق تاريخ من آلاف السنين” استمرارا لمعرضي “الحج إلى مكة” سنة 2014 و”مسيحيو المشرق.. 2000 عام من التاريخ” سنة 2017، وهي ثلاثية مخصصة للأديان التوحيدية في العالم العربي.
وسيتم تنظيم المعرض، بالرغم من إكراهات الجائحة، لكن سيتحم الحرض خلال انعقاده على جميع الإجراءات الوقائية، بما في ذلك ضرورة الحصول على جواز تلقيح صحي لحضور فعالياته.
قم بكتابة اول تعليق