توجو مزراحي… اليهودي الذي صنع السينما المصرية

لا يعرف العديدون أن صانع السينما المصرية، من أصل يهودي. إنه توجو مزراحي، الذي ولد سنة 1901 بمدينة الإسكندرية، لأسرة معروفة بثرائها، وأكمل تعليمه في إيطاليا ثم فرنسا، قبل أن يعود من جديد إلى مدينته حيث كان يعرف باسم أحمد المشرقي، قبل أن يعلن عن هويته الحقيقية. 

كان من أوائل المخرجين والمنتجين الذين أسسوا شركة للإنتاج السينمائي في مصر، كما كان من الأوائل الذين أنشؤوا أول نقابة للسينمائيين رفقة المخرج أحمد بدرخان، ومارس التمثيل وكتابة السيناريو، إلى جانب الإخراج والإنتاج والمونتاج.

مثل الكبار في أفلامه، منهم كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت بطلة فيلمه  “سلامة” (كان آخر ما أنتجه)، إضافة إلى يوسف وهبي. وكان من خلال أعماله، يحاول نشر ثقافة السلام والمحبة بين الديانات المختلفة، خاصة بين اليهود والمسلمين. كما كان يدافع عن شخصية اليهودي، الذي تصوره الإنتاجات الفنية دائما كرجل بخيل أو طماع، مثلما فعل من خلال شخصية بطل فيلمه “شالوم”. 

كان توجو وراء اكتشاف العديد من الأسماء الفنية الشهيرة في مصر. فهو من كان له فضل اكتشاف المطربة والممثلة المصرية الشهيرة ليلى مراد (من أصول مغربية يهودية) وتقديمها للسينما كوجه جديد، إضافة إلى علي الكسار الذي شكل معه ثنائيا سينمائيا مهما وحقق معه نجومية كبيرة في مصر والعالم العربي.  

رغم حبه الكبير لمصر، اضطر توجو مزراحي إلى مغادرتها سنة 1948 نحو إيطاليا، البلاد التي يتحدر منها أجداده، بعد اتهامه بالصهيونية والتجسس لصالح الدولة العبرية، مباشرة بعد تأسيس دولة إسرائيل وارتفاع حدة العداء لكل ما هو يهودي في البلدان العربية الإسلامية، خاصة بعد هزيمة الجيش المصري في حرب 48. وهناك، في إيطاليا، توفي سنة 1986، بعد أن تم الحجز على جميع ممتلكاته في مصر ومصادرة شركة إنتاجه.

كان رائد الأفلام الكوميدية والموسيقية، والتي نذكر من بين أشهرها “المندوبان” و”الكوكايين” و”5001″ و”ليلى بنت الريف” و”ليلى بنت الفقراء” و”ليلة ممطرة” و”الساعة 7″، ثم فيلمه “عثمان وعلي” الذي شوهد أكثر من مليون مرة على “يوتوب”.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*