اختلف الكثيرون حول الأصول الحقيقية للمغنية ناتاشا أطلس، خاصة أنها ظلت لسنوات تنفي أن يكون والدها يهوديا، كما ظلت رافضة لسنوات أخرى، زيارة إسرائيل، ربما خوفا على جماهيريتها الكبيرة في العالم العربي، هي التي صنعت نجاحها وشهرتها من المزج بين الإيقاعات الشرقية والمغاربية، ونظيرتها الغربية، لتخرج بخلطة مميزة جعلت منها تلك الفنانة المميزة والاستثنائية.
ولدت ناتاشا، أو عزيزة، بعد أن اعتنقت الإسلام، سنة 1964 في بلجيكا وتربت مع المغاربيين بضواحي بروكسيل. عاشت جزءا كبيرا من حياتها في بريطانيا، لكن أصول والدها الحقيقية تعود إلى يهود تونس، رغم أن العديدين يعتقدون أنه يهودي مصري من أصول فلسطينية، في الوقت الذي تقول مصادر أخرى، إنه مغربي. تقول في أحد تصريحاتها الإعلامية “ربما قد يكون والدي يهوديا بنسبة 10 في المائة أو ما شابه. اليهود كانوا دائما جزءا من المجتمعات العربية، وليس غريبا أن يكتشف أحدهم يوما أن دمه يهودي”، تتقن ناتاشا، التي يشبهها العديد من النقاد الفنيين بالأسطورة داليدا، الحديث بالعديد من اللغات واللهجات، من بينها اللهجة المصرية التي أدت بها العديد من أغانيها، حيث عاشت سنة كاملة بمصر للإعداد لألبومها “عيشتني”، كما أتقنت الرقص الشرقي، وبه بدأت مسارها الفني، إذ عملت راقصة في العديد من ملاهي بلجيكا وتركيا واليونان وبريطانيا، وكانت أول من غنت أغنية “روك” بالعربية وتأثرت موسيقاها بألوان عديدة منها “الريغي” و”الهيب هوب”، إضافة إلى “البوسانوفا” البرازيلية، إذ كانت أول مغنية عربية تؤدي هذا اللون الموسيقي.
تأثرت بالأغنية العربية الكلاسيكية وأعادت غناء خالدات الرواد بنفس تجديدي، من بينهم عبد الحليم حافظ وفيروز والأخوان رحباني، كما أعادت، بأسلوبها الموسيقي المتفرد، أداء رائعة “كتاب حياتي يا عين” للفنان المصري الشعبي حسن الأسمر.من أشهر أغاني ناتاشا أطلس “ليش نتعارك” و”مستنيك” و”مش فاضيالك” و”أنا هنا” و”دياسبورا” و”حليم” إضافة إلى أغنية “مون آمي لاغوز”، التي اشتهرت في الستينات بصوت فرانسواز هاردي، قبل أن تعيد ناتاشا أداءها بشكل رائع جعلها تغزو قلوب جمهورها الفرنسي، دون استئذان.
قم بكتابة اول تعليق