الشيخ ريمون… الفنان الذي أبكى أداؤه المسلمين واليهود

اسمه الحقيقي ريموند راوول ليريس، وعرف باسم الشيخ رايموند أو الشيخ ريمون، احتراما لشخصه وفنه. موسيقي جزائري من أصل يهودي. واحد من رواد الموسيقى الأندلسية المنتشرة في بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا، ومن كبار العازفين على آلة العود. يحظى بتقدير كبير من الجمهور والفنانين، عربا مسلمين، ويهودا. إذ كان صوته الشجي يدخلهم في نوبة من الشجن تصل حد البكاء.

ولد ريموند سنة 1912 بمدينة قسنطينة الشهيرة، نتيجة علاقة غير شرعية بين أم فرنسية وأب تعود جذوره إلى منطقة باتنة بالأوراس الجزائرية. عاش حياة الفقر والتقشف في كنف عائلة يهودية فقيرة تبنته بعد أن تخلت عنه والدته ووفاة والده في الحرب العالمية الثانية.

عرف اسمه انتشارا كبيرا في نهايات الخمسينات وبدايات الستينات من القرن الماضي، وكان نجم الأعراس والحفلات الخاصة قبل أن تستقطبه الإذاعة والتلفزيون، حيث كان يقدم برنامجا غنائيا معروفا. وهي الفترة نفسها التي تمكن خلالها من تسجيل حوالي ثلاثين ألبوما والعديد من الأغنيات التي اشتهرت باسمه وغناها العديدون بعده، من بينها “غزالي حافي” و”من فراق غزالي” و”مال حبيبي مالو” و”فاض الوحش عليا”.

تعلم الشيخ ريمون أصول الصنعة من شيوخ كبار مثل عمر شقلب وعبد الكريم بستنجي. وتتلمذ على يديه، بدوره، الكثير من الفنانين المعروفين، من بينهم اليهودي الجزائري إنريكو ماسياس، الذي كان عضوا في جوقه وتزوج ابنته سوزي، وظل وفيا لإرث معلمه وحافظ على ذاكرته من خلال إعادة أداء العديد من روائعه.

كانت له مواقف مناهضة لاستقلال الجزائر عن فرنسا، كما كان يشتغل مع الشرطة الفرنسية وقيل إنه تورط في العديد من عمليات اغتيال مناضلين جزائريين، ما جلب عليه سخط المقاومة الجزائرية والمتعاطفين مع الحركة الوطنية ضد الاستعمار وزعماء “جبهة التحرير”، الذين نفذوا عملية اغتياله سنة 1961 برصاصة أصابته في العنق. وهو الحادث الذي ظل يلفه الغموض لسنوات، وكان له وقع كبير على الطائفة اليهودية بقسنطينة، كما كان بمثابة الشرارة التي فتحت الباب أمام هجرة يهود الجزائر إلى فرنسا، على مصراعيه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*