عوفاديا يوسف … “عملاق التوراة” و”صانع الملوك”

يعتبر الحاخام عوفاديا يوسف، من أكبر وأهم الحاخامات وأكثرهم تأثيرا في المجتمع الإسرائيلي. عين حاخاما أكبر لليهود السفارديم في بداية السبعنيات، كما كان المؤسس والزعيم الروحي لحزب “شاس” الديني، الذي كان له نفوذ قوي على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب، وعلى توجهات الناخب الإسرائيلي، وتشكيل الحكومات، مثلما كانت له مكانة خاصة لدى كبار السياسيين الإسرائيليين الذين كانوا جميعا يخطبون وده، إلى درجة تلقيبه ب”صانع الملوك”.

ولد في العراق سنة 1920 لعائلة يهودية فقيرة. وانتقل سنة 1924 من البصرة إلى القدس حيث تلقى تعليمه الديني على يد الحاخام عزرا عطية، بعد أن انقطع عن الدراسة ليشتغل إلى جانب والده يعقوب يوسف، في محل البقالة الصغير الذي كان يديره. سافر بعد ذلك إلى القاهرة للتدريس في مدارسها الدينية اليهودية، كما ترأس هناك المحكمة العبرية، قبل أن يستقيل من منصبه ويعود إلى إسرائيل في بدايات الخمسينات، ليتفرغ لكتابة ونشر كتابه عن قوانين عيد الفصح اليهودي، وهو واحد ضمن 39 كتابا ألفها الحاخام وأصبحت من أهم المصادر المعاصرة التي يعتمدها اليهود في جميع أنحاء العالم.

عين أيضا رئيسا للمحكمة الحاخامية الكبرى بالقدس، ثم حاخاما لمدينة تل أبيب  قبل توليه منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل. 

عرفت عنه العديد من المواقف والتصريحات المثيرة للجدل، إذ نقل عنه قوله في أحد دروسه الدينية أن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا، وقصفهم بالصواريخ، كما وصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة، وأنهم أشرار ملعونون مما عرضه للعديد من محاولات القتل والاغتيال. ورغم أنه كان يدعو إلى المفاوضات مع العرب من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، إلا أن القدس والمستوطنات وعودة اللاجئين كانت قضايا محسومة بالنسبة إليه، وخارج أي سياق للتفاوض. لذلك اعتبره المتابعون الحاخام الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل. 

توفي عوفاديا يوسف، الذي كان يصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتانياهو ب”عملاق التوارة”، سنة 2013 عن عمر يناهز 93 سنة. وشكلت وفاته صدمة في الشارع الإسرائيلي الذي كان يقدسه، كما كانت جنازته الأضخم في تاريخ الدولة العبرية. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*