سيمون فيل… الفيلسوفة اليهودية التي مالت إلى المسيحية لكنها رفضت تعميدها

ولدت سيمون فيل، الكاتبة والفيلسوفة الفرنسية الكبيرة، في باريس سنة 1909، لعائلة يهودية علمانية ميسورة الحال، من منطقة الألزاس، انتقلت للاستقرار في العاصمة الفرنسية بعد ضم أراضي المنطقة إلى ألمانيا.

ورغم أنها كانت يسارية وغير متدينة، إلا أنها أصبحت أكثر روحانية وقربا من الدين، مع تقدمها في السن، علما أن اهتمامها بفهم الأديان وطقوسها بدأ في سن مبكرة. لكنها، رغم ميلها إلى الدين المسيحي الذي اعتبرته ديانة “العبيد”، رفضت أن يتم تعميدها.

ظهرت عبقريتها منذ السنوات الأولى لطفولتها “البورجوازية” التي قضتها في أرقى المدارس الباريسية. وكان محيطها يعتبرها سابقة عصرها وأكبر من سنها. أتقنت اللغة اليونانية وهي في الثانية عشر من عمرها، ثم تعلمت بعدها اللغة السنسكريتية. اعتبرها الروائي الفرنسي الشهير ألبير كاموا “أكبر عقول عصرها”، في الوقت الذي وصفها الكاتب البريطاني توماس مالكوم مادجيريدج بأنها “العقل الأكثر إشراقا في القرن العشرين”.

 أغرتها الفلسفة فدرستها في مدرسة الأساتذة العليا حيث حصلت على شهادة “الماجستير” عن أطروحتها التي كانت حول “العلم والكمال عند ديكارت”. كانت متعاطفة مع طبقة العمال وكرست حياتها للعمل السياسي والنقابي، إلى جانب التعليم الذي امتهنته مباشرة بعد تخرجها، قبل أن تتركه للعمل في أحد مصانع شركة “رونو” لتكون أكثر قربا من معاناة العمال والمضطهدين، الذين كانت تتبرع لهم بجزء كبير من أجرتها.

كانت مواقفها ومقالاتها السياسية تثير الكثير من الجدل، إلى درجة أن تروتسكي نفسه، كان يرد عليها ويهاجم أفكارها وشخصيتها المنتقدة. لكنها ظلت دائما وفية لأفكارها، تدافع عنها في كتاباتها وفي نضالها السياسي من خلال المظاهرات والاحتجاجات التي كانت أول من تشارك فيها.

عاشت سيمون فيل مدة قصيرة لم تتجاوز 34 سنة، بسبب صحتها العليلة. إلا أنها استطاعت أن تنشر خلالها مجموعة من المؤلفات المهمة، التي قارب عددها 25 مؤلفا، لم تحظ بالشهرة والاهتمام الذي تستحقه، إلا بعد وفاة صاحبتها، من بينها “دفاتر” و”تأملات حول قضايا الحرية والاضطهاد الاجتماعي” و”رسالة إلى رجل دين” و”انتظار الله”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*