في بلدة صغيرة بولاية مينيسوتا، ولد بوب ديلان، واسمه الحقيقي روبيرت زمرمان، سنة 1941. لكن أصوله تعود إلى يهود أوكرانيا، التي هاجر منها أجداده سنة 1905 نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
شغف منذ صغر سنه بالموسيقى والشعر والأدب. قرأ في سن صغيرة لجون شتاينبك وتأثر به، مثلما تأثر بأسفار التوراة وحكايات النبي أشعيا التي ظهرت في العديد من أعماله. أصبح عازفا محترفا على القيثارة والهارمونيكا قبل أن يتم 18 سنة، لذلك كانت أغانيه مليئة بالمعاني العميقة ومشغولة بقضايا العدالة والهوية، وحولته إلى شخصية مؤثرة في مجال الموسيقى والثقافة الشعبية لمدة خمسة عقود، واستحق عنها الحصول على جائزة “نوبل” للأدب، سنة 2016، في سابقة من نوعها، متفوقا على العديد من الشخصيات الأدبية المعروفة، وعلى رأسهم الشاعر السوري أدونيس الذي كان مرشحا لها.
بدأ حياته الفنية مغنيا وعازفا في الحانات والمقاهي الحقيرة بولايته، بأجر بسيط، قبل أن يقرر السفر نحو نيويورك، التي كانت تزخر آنذاك بحيوية ثقافية صاخبة، والتي وصلها بوب حاملا حقيبة صغيرة وقيثارة. هناك، التقى العديد من الكتاب والموسيقيين العباقرة، الذين تعامل معهم في كتابة وتلحين أغانيه، قبل أن يصدر أول ألبوماته الذي عرف نجاحا باهرا، لأنه كان يحكي هموم وأحزان وانكسارات المواطن الأمريكي.
انتقل ديلان من نمط موسيقي إلى آخر، ومن “الفولك” إلى “الروك”، ظل في أعماله مناصرا للطبقات العاملة والشعوب المضطهدة مناهضا للنظام الرأسمالي. لذلك كانت أغان له، مثل “الإعصار” أو “الطرق على أبواب الجنة”، بمثابة شعارات وأناشيد للحركات الاحتجاجية المدافعة عن حقوق السود الأمريكيين، أو المعارضة للحرب على “فيتنام”، هو الذي استطاع أن يبيع أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، كما كتب دواوين الشعر وسيرته الذاتية ولديه أيضا بعض الكتابات التاريخية.
حصل بوب ديلان، الذي تحول في إحدى فترات حياته نحو المسيحية قبل أن يتركها، على 11 جائزة “غرامي” وجائزتي “أوسكار” و”غولدن غلوب “، كما تلقى وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
قم بكتابة اول تعليق