ألبرت أينشتاين… العالم الصهيوني الذي رفض أن يكون رئيسا لإسرائيل

يعتبر ألبرت أينشتاين، واحدا من أعظم العقول العالمة وأكثرها عبقرية في التاريخ، رغم أن صاحب نظرية النسبية التي غيرت الكثير من المسلمات حول الكون، وصاحب جائزة “نوبل” للفيزياء التي حصل عليها سنة 1921، كان متأخرا في النطق ولم يكن يستطيع الكتابة إلا بصعوبة، كما كانت لديه مشاكل غي القراءة، إلى درجة أن أحد أساتذته قال له غاضبا إنه لن يتمكن من أن يفعل شيئا في حياته.

ولد في مدينة أولم في ألمانيا سنة 1879، لعائلة يهودية. ورغم أنه كان علمانيا ولا يؤمن بالديانات ويشكك في وجود الله، إلا أنه كان متشبثا بأصله اليهودي، خاصة حين انتشرت موجة معاداة السامية في العاصمة الألمانية وغيرها من العواصم الأوربية، وبدأ يعاين القسوة التي يعامل بها أبناء جلدته من اليهود. سيتخلى عن جنسيته الألمانية حين وصل السن القانوني للخدمة العسكرية، لأنه مناصر للسلام ومعارض للحرب، وينتقل للعيش في سويسرا، حيث أكمل دراسته الجامعية.

كان أينشتاين أيضا من أشد المتحمسين والداعمين للعقيدة الصهيونية، التي روج لها في العديد من بلدان العالم، وجمع لصالحها الأموال، لكنه رفض، رغم ذلك، منصب رئيس دولة إسرائيل، الذي عرض عليه، بسبب تقدمه في السن وقلة خبرته بالسياسة وعدم إتقانه اللغة العبرية. كما اعتبر في تصريح له أن وعد بلفور الذي أعطى اليهود الحق بتأسيس وطن على أرض فلسطين، لا يخلق توازنا. وكتب عن مذبحة “دير ياسين” رسالة مفتوحة لجريدة “نيويورك تايمز”، معتبرا أنها “فعلة لا يمكن أن يفعلها إلا أتباع الحزب النازي”، وهو ما جعل العديدين يصفون موقفه بالتناقض، خاصة حين اعتبر اعتراف الرئيس الأمريكي هاري ترومان بقيام دولة إسرائيل سنة 1948 بأنه “تحقيق للحلم اليهودي”. كما كان أيضا من أشد المدافعين عن إنشاء جامعة يهودية في القدس، والتي أصبحت الجامعة العبرية فيما بعد. وهي الجامعة نفسها التي جمع المال من اليهود الأمريكيين البارزين من أجل تأسيسها، والتي منحها، في وصيته، حقوق كتاباته الأدبية، المحفوظة إلى يومنا هذا، في أرشيفها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*