نعوم تشومسكي… الصهيوني الذي اتهم بمعاداة السامية

يعتبر نعوم تشومسكي من أكبر المفكرين والكتاب الأمريكيين. ولد سنة 1928 في فيلادلفيا، ونشأ وسط أسرة يهودية أشكنازية، تعود أصولها من ناحية الأب ويليام إلى أوكرانيا وإلى بيلاروسيا من ناحية الأم إلسي سيمونوفسكي.

كانت والدة تشومسكي تعمل في مجال التدريس، كما كان والده معلما للغة العبرية وباحثا عرف بتوجهه اليساري، وهو ما أثر في نشأة الابن، الذي استأنس بالنقاشات حول اليهود والصهيونية داخل البيت، ونشأ صهيونيا في بداياته، وتعلم العبرية في سن صغيرة، إلى درجة أن شهادة الماجستير التي نالها كانت عن “الصيغ الصرفية في اللغة العبرية”، لكنه كان بعيدا عن التقاليد الدينية اليهودية، إذ لطالما وصف نفسه بأنه “لا ديني”.

درس تشومسكي الفلسفة والمنطق واللسانيات في جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على الدكتوراه في اللغويات سنة 1955، ثم التحق بكلية “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، حيث عمل أستاذا مساعدا وأشرف على مشروع للترجمة الآلية، قبل أن تظهر ميوله نحو التنظير السياسي، ثم يصبح واحدا من كبار معارضي الحرب ضد فيتنام ومنتقدي السياسة الخارجية الأمريكية وفاعلا يساريا نشيطا في الاحتجاجات، مما أدى إلى اعتقاله في العديد من المناسبات.

قدم تشومسكي العديد من النظريات والأفكار الجديدة، التي كانت دائما مثار إعجاب في الأوساط الفكرية والثقافية، منذ أصدر أول كتبه بعنوان “الهياكل النحوية” الذي جمع فيه مجموعة من المحاضرات التي قدمها لطلابه في معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، مرورا ب”جوانب نظرية البناء” و”اللغويات الديكارتية” وصولا إلى مؤلفات أخرى مثل “القوة الأمريكية” و”في حرب مع آسيا” و”السلام في الشرق الأوسط” وغيرها…  

عرف تشومسكي، الذي لقب ب”أب اللغويات الحديثة”، بإدانته للنازية، لكن دفاعه عن أحد الكتاب الفرنسيين المشككين في المحرقة التي تعرض لها اليهود، جعله محط نقد كبير، كما أثر على صورته وسمعته عالميا، بعد اتهامه ب”معاداة السامية”، خاصة أنه لم يدعم الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ومن بينهم إسرائيل، على الإرهاب، بعد حادث 11 شتنبر، رغم إدانته للهجمات الإرهابية، كما تنبأ بدمار دولة إسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية و”انحطاطها الأخلاقي” وعزلتها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*