يعتبر عزيز الفاضلي، واحدا من عمالقة وأهرام الفن والثقافة في المغرب. استطاع بفضل تعدد مواهبه سواء في مجال المسرح والسينما أو التلفزيون، أن يثري الخزانة الفنية بأعمال ستظل خالدة خلود صاحبها في قلوب الجماهير.
اشتهر عزيز الفاضلي بشخصية بئيس الديس، التي قدمها في سنوات التسعينات ضمن مسلسل لعب بطولته تحت عنوان “صور عائلية”، لتصبح من أكثر الشخصيات التي لعبها في مساره، قربا من الجمهور. اشتهر كذلك بطريقته الفريدة من نوعها في تقديم النشرة الجوية على التلفزيون المغربي، في سنوات الثمانينات، إلى درجة أصبحت من ضمن أكثر الفقرات التي يتابعها المشاهد المغربي ويقبل عليها، فقط من أجل الاستمتاع بالطريقة المذهلة لعزيز الفاضلي في التقديم.
كان لعزيز الفاضلي، الذي ولد سنة 1934، دور كبير أيضا في تطوير مسرح الطفل في المغرب، كما كانت له تجربة رائدة في مجال مسرح الدمى والعرائس، الذي لم تكن له في تلك الفترة، مكانة مهمة داخل المشهد الفني المغربي.
قدم عزيز الفاضلي للجمهور المغربي والساحة الفنية المغربية، واحدة من أشهر الكوميديانات وأقربها إلى قلوب المغاربة. ويتعلق الأمر بابنته حنان الفاضلي، نجمة السكيتشات والضحك، التي اشتغلت إلى جانبه في العديد من الأعمال، دون الحديث طبعا عن ابنه المخرج الموهوب عادل الفاضلي، الذي أثرى الخزانة السينمائية في المغرب بأعمال ذات جودة تقنية سينمائية عالية، جعلت منه واحدا من أهم المخرجين المغاربة.
شارك عزيز الفاضلي في عدد من المسلسلات والأفلام التي أحبها الجمهور المغربي، في أدوار متنوعة ومختلفة، أظهرت قدرته على التلبس بالشخصيات وتنويع الأدوار، من بينها سلسلة “لا بريكاد” وأفلام “عرس الآخرين” و”أبواب الليل السبعة”.
قل ظهور الفنان الكبير على الشاشات بعد إصابته بمرض مزمن في القلب، قبل أن يفجع المغاربة بوفاته أخيرا جراء إصابته بفيروس كورونا، وهو في زيارة رفقة زوجته، إلى ابنته غزلان الفاضلي. التي تشتغل كذلك في المجال الفني، وتقيم بهولندا، حيث وافته المنية بأحد المستشفيات، عن سن تناهز 78 سنة، ثم ينقل جثمانه إلى المغرب، ليشيعه جمهوره ومحبوه وزملاءه من داخل الوسط الفني، في جنازة أثبتت الحب والتقدير الذي يحظى به الفنان الراحل.
قم بكتابة اول تعليق