حانوكا… ثمانية أيام من الفرح

يحتفل اليهود في المغرب، وفي باقي مناطق العالم، بعيد حانوكا، (وتعني تدشين) أو عيد الأنوار، وهو العيد الذي تستغرق الاحتفالات به مدة ثمانية أيام كاملة، وتقام فيه العديد من الطقوس الدينية والعادات اليهودية الخاصة، التي تتميز بالتعبير عن الفرح والغبطة وتبتعد عن الحزن والكدر.

يحتفي اليهود في هذه المناسبة، بتمكنهم من الحفاظ على شعائرهم الدينية اليهودية، رغم إجبارهم، في عهد الحكم اليوناني، على تبني الوثنية وترك يهوديتهم، وانتصار يهودا المكابي على الجيش اليوناني وتمكنه من المحافظة على طهارة المعابد وتدشين الهيكل الثاني، بعد ثورة على نظام الحكم السائد آنذاك (156 قبل الميلاد)، دامت حوالي ثلاث سنوات، وهي القصة التي ورد ذكرها في العديد من المراجع التاريخية، من بينها كتاب “تأريخ اليهود” للمؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس، إضافة إلى التلمود الذي جاء فيه أيضا أن اليونانيين، حين دخلوا الهيكل، لوثوا كل الزيت الصالح لإيقاد الشمعدان المقدس، (المينورا) وعندما انتصر المكابيون بحثوا عن الزيت فلم يجدوا إلا قارورة واحدة لم يكن فيها سوى ما يكفي ليوم واحد، وهنا حدثت المعجزة واشتعل لمدة ثمانية أيام، هي مدة الاحتفال بهذا العيد، الذي يطلق عليه اليهود “عيد الشموع”.

وتوقد في كل ليلة شمعة إلى أن تكتمل إضاءة الشموع الثمانية في الشمعدان، لتتلى بعدها صلاة الشكر للإله لنصرته اليهود، ويتم وضع الشمعدان في مكان مفتوح مثل عتبة شباك أو مدخل بيت أو ساحة لكي يتمكن كل من في الخارج من مشاهدته. وتلقى القصائد والأناشيد أثناء طقوس التعبد، إضافة إلى البركات وأجزاء من أسفار المكابيين.

وتطهى بمناسبة عيد “حانوكا”، العديد من الأطباق التقليدية اليهودية، مثل الكعك المقلي بالزيت وفطائر البطاطس المقلية. كما يتميز بلعب الأطفال لعبة “البلبل” الذي يدوره الأطفال على الأرض، كما يسمعون الأغاني الخاصة بالعيد، ويرددون قصة تشييد الهيكل الثاني والمعجزة التي شهدها بحسب المعتقد الديني.

ويعتبر المغرب من البلدان العربية الإسلامية القليلة التي يحضر فيها هذا العيد ضمن التقاليد السنوية الاحتفالية العلنية، التي تحظى باحترام المواطنين المغاربة المسلمين أيضا. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*