إيلين بن عطار… منقذة اليهود

ولدت إيلين كازيس بن عطار، أو نيللي، مثلما كان يناديها أهلها وأصدقاؤها المقربون، بمدينة طنجة في 27 أكتوبر من سنة 1898، لأبوين يهوديين مغربيين، هما ميريام ناهون، وأمرام كازيس، الذي كان يعمل رجل أعمال ومساعدا للقنصل البرازيلي، قبل أن تنتقل العائلة إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1917.

درست في مدارس التحالف اليهودي بطنجة، حيث كان يدرس أبناء الطائفة اليهودية المقيمة بالمغرب، ثم بعدها بثانوية البنات بالعاصمة الاقتصادية، حيث حصلت على شهادة الباكالوريا، قبل أن تغادر نحو فرنسا لدراسة القانون بجامعة بوردو، وتصبح أول امرأة مغربية تمارس المحاماة، كما تعتبر من بين النساء الأوائل الناشطات في مجال حقوق الإنسان. 

لا يعرف الكثيرون هذه المرأة البطلة، رغم أنها ساهمت بشكل كبير في إنقاذ عشرات الآلاف من اليهود، الفارين من جحيم هتلر ونظامه النازي، خلال الحرب العالمية الثانية، سواء من أوربا، (ألمانيا على وجه الخصوص) أو من منطقة شمال إفريقيا، التي كانت تعتبر نقطة عبور لهم، علما أنها تركت المحاماة وتطوعت ضمن الهلال الأحمر بالدار البيضاء، من أجل هذه المهمة النبيلة والسامية. واستطاعت، بمجهوداتها الخاصة، أن تؤمن لهم المأوى والعمل والتطبيب والأدوية والمال، إضافة إلى جوازات سفر مزورة.

اهتمت إيلين بشؤون الطائفة اليهودية بالمغرب، وساهمت بشكل كبير في دعم العائلات اليهودية الفقيرة والهشة، إضافة إلى النساء، من خلال تأسيسها المؤسسة الدولية للنساء الصهيونيات، قبل أن تحصل على منصب نائبة رئيس التحالف الإسرائيلي الدولي في المغرب، التي كان يرأسها زوجها موشي بن عطار. 

كانت من المدافعات الشرسات عن حقوق اليهود المغاربة، ضد نظام “فيشي” الذي فرض عليهم العديد من القوانين العنصرية، بعد تسلمه الحكم في فرنسا التي كانت تخضع المملكة للحماية، كما كانت من بين الأوائل الذين ساعدوهم على الهجرة إلى إسرائيل منذ بداية الخمسينات.

غادرت المغرب نحو فرنسا بعد تصاعد خطابات العداء ضد اليهود إثر تأسيس دولة إسرائيل. كان ذلك سنة 1962. وظلت هناك إلى أن وافتها المنية في العاصمة باريس سنة 1979 عن سن يناهز 80 سنة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*