كافكا… الألماني الذي آمن بشعب الله المختار

اختلف الكثير من النقاد والمثقفين، حول التوجه الصهيوني للكاتب والأديب التشيكي فرانز كافكا، بل وحول انتماءه اليهودي، الذي يجد العديد منهم أنه ليس بذي أهمية في حياته وكتاباته، في حين يرى آخرون العكس تماما، مؤكدين أن رواياته ترصد عدم مصالحته مع ذاته ومع والده ومجتمعه، أكثر من أي شيء آخر، علما أن التصريحات المنقولة عنه، في العديد من المناسبات، أكدت إيمانه بتفوق “العرق” اليهودي، وبأن اليهود شعب الله المختار فعلا، واعتزازه بكونه متصوفا يهوديا. لذلك، يجد العديدون صعوبة في فهمه أو في استيعاب ما يكتبه.

ولد كافكا، الابن البكر لست إخوة، أغلبهم ماتوا في المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية، سنة 1883 في براغ، التي كانت جزءا من الإمبراطورية المجرية النمساوية آنذاك، لعائلة يهودية أشكنازية ميسورة الحال، تعود أصولها إلى ألمانيا. جده لوالده كان مسؤولا عن الذبيحة على الطريقة اليهودية، وكان والده هرمان كافكا تاجرا وصاحب محل للبيع بالجملة. أما والدته فتنتمي لعائلة مثقفة وعريقة، تختلف كثيرا عن عائلة والده.

تلقى كافكا، الذي لقب ب”رائد الكتابة الكابوسية”، دروسا دينية قبل أن يلتحق بإحدى المدارس الابتدائية الألمانية، ثم بعدها بجامعة شارلز فيرديناند، حيث درس الكيمياء قبل أن يتحول إلى دراسة القانون، ويحصل على الدكتوراه، إلا انه اشتغل موظفا بسيطا في شركة للتأمينات، وهو ما منحه وقت فراغ كبير استغله في الكتابة.

تصنف كتاباته في صنف الأعمال الواقعية العجائبية التي تمتاز بالعبثية والسوداوية، إلى درجة ظهور مصطلح “الكافكاوية” في الأدب العالمي. وقد كان كاتبها يرغب في تدميرها وإتلافها بعد وفاته، بعد أن أحرق عددا كبيرا منها، إلا أن صديقه ماكس برود، حافظ عليها وأخرج بعضها إلى الوجود لتثري الخزانة الأدبية العالمية، في حين بيعت بعض المسودات في مزادات علنية.

أصيب الكاتب بمرض السل، الذي لم يمهله كثيرا، فتوفي سنة 1924، وعمره لم يكن يتجاوز الأربعين، تاركا وراءه إرثا كبيرا يتجلى في العديد من أعماله مثل “المحكمة” و”المسخ” و”في مستعمرة العقاب” و”القلعة ” و”القضية” و”بنات آوى والعربي”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*