“موراكوش”… قصة حساب تاريخي على إنستغرام

يقول المثل المغربي الشائع: “الجديد ليه جدة والبالي لا تفرط فيه”. كانت هذه القولة التي لطالما دأب عادل فوزي )ذو التسع عشرة ربيعا(على سماعها، بمثابة الفتيل الذي أشعل غيرته وحبه لتاريخ وثقافة المملكة المغربية، وكانت الجوهر الذي على أساسه بنى فكرة مشروعه غير الربحي على الأنترنت، الذي اختار له اسم: .Murakuc

نشأ وترعرع عادل بين أحضان جبال الأطلس الكبير، وبالضبط في قرية “ثلاث نيعقوب” الأمازيغية، حيث تربى في كنف عائلة وطنية، وتربى على التشبث بأصوله والافتخار بثقافته المغربية بشكل عام والأمازيغية على وجه الخصوص. يقول عادل في اتصال مع “موروكان جويش تايمز”: “في صغري، كنت ذا فضول كبير، ومحبا للاستطلاع والاستكشاف، وكنت أجد دائما والدي بجانبي ليشفي غليل أسئلتي بسرده لقصص المقاومين المغاربة البواسل، والأساطير الدارجة حول التراث المغربي، والتي لا تزال عالقة بذهني منذ ذلك الحين”. ليضيف “كلما كبرت في السن، كبر معي هذا الشغف، فكنت دائم الحضور في المهرجانات الثقافية، والمناسبات الوطنية، ولم أكن أفوت فرصة إلقاء نظرة خاطفة على الأعراس التقليدية المحلية، التي تتغنى بأدق التفاصيل من أزياء بهية، وأطباق مزخرفة وأهازيج حية وعادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال والعصور”.

في 14 فبراير 2021، رأى مشروع “Murakuc” النور بوصفه حسابا على الإنستغرام للتعريف بتاريخ وثقافة المملكة المغربية الشريفة. يقوم الحساب بنشر صور بشكل يومي تؤرخ للفترة من العقد 1900 إلى العقد 2000، التي هي، وفقا لما جاء على لسان صاحب المشروع، تعتبر فترة زاخرة وغنية في مسار المغرب، وتمتلئ بالأحداث التي غيرت مجرى البلاد. يقول عادل: “يتعرض التراث المغربي على اختلافه وتنوعه في الفترة الأخيرة لحملة شرسة من تشويه وسرقة وتحريف من قبل جهات خارجية، ولعل هذا من الدوافع التي كانت تقف وراء فكرة هذا المشروع، فعلينا جميعا كمغاربة أن نفتخر بهويتنا، وأن نحارب بكل ما أوتينا من قوة لصونها وحفظها.

تجدر الإشارة إلى أن كلمة Murakuc (موراكوش)هي الصيغة الأمازيغية المتعارف عليها لدى الكتاب والمهتمين باللغة الأمازيغية للتعبير عن اسم بلد المغرب. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*