رأى سيرج هاروش، العالم الفائز بجائزة “نوبل” للفيزياء سنة 2012، النور بمدينة الدار البيضاء سنة 1944. قبل أن يهاجر والداه إلى فرنسا سنة 1956. وهو ينتمي إلى عائلة من أصول يهودية مغربية، إذ ينحدر والده، المحامي ألبير هاروش، من مدينة مراكش، في حين يعود أصل والدته التي تعمل في مجال التدريس، إلى يهود روسيا، وكانت عائلتها مستقرة بالعاصمة الاقتصادية.
درس هاروش في مدرسة الأساتذة العليا قبل أن يلتحق بجامعة باريس، حيث حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1971 تحت إشراف البروفيسورالكبير كلود كوهين تانوجي، الحاصل أيضا على جائزة “نوبل” للفيزياء. عمل بعد ذلك أستاذا لمادة الفيزياء في “كوليج دو فرانس” العريق الذي تم تأسيسه سنة 1530، وكان متخصصا في الفيزياء الكمية. عمل أيضا أستاذا زائرا في العديد من الجامعات المرموقة من بينها معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا وجامعتا ييل وهارفارد ومدرسة الفنون التطبيقية.
عرف سيرج هاروش، وهو بالمناسبة شقيق الكاتب والناشر جويل هاروش، وعم المغني الفرنسي رافاييل، بمواقفه المشجعة للبحث العلمي، خاصة في أوساط الطلاب الشباب المتفوقين في مجالات تخصصهم، وهو من أشد الدعاة لرفع رواتبهم وتعويضاتهم دعما لهم. يقول في العديد من تصريحاته إن البحث العلمي لا حدود له.
يعد سيرج من كبار المعجبين بالعالم والفيزيائي ألبرت إينشتاين، الذي يعتبر أن العالم مدين له بالكثير في مجال الدراسات الفضائية والضوء والذرة، وأن له الفضل في تمكين العلماء بعده من تطوير نظرية النسبية والوصول إلى العديد من الاكتشافات العلمية التي غيرت العالم.
حصل هاروش على العديد من الجوائز القيمة، من بينها جائزة أينشتاين لعلوم الليزر وجائزة هومبولت ووسام ألبرت ميشلسون وجائزة تشارلز هادتونز من معهد البصريات الأمريكي، إضافة إلى جائزة نوبل للفيزياء التي حصل عليها مناصفة مع ديفيد وينلاند، لدورهما فيما يتعلق بقياس والتلاعب بالجزيئات الأحادية دون التأثير في الطبيعة الميكانيكية للمادة.
في جعبة سيرج هاروش العديد من المقالات العلمية والكتب، أشهرها كتابه “كشف الضوء… من تلسكوب غاليلي إلى الغرابة الكمية”، الصادر عن دار نشر أوديل جاكوب.
قم بكتابة اول تعليق