إكسلسيور… عراقة فندق بيضاوي

فندق إكسلسيور، الذي يعتبر من أقدم فنادق المغرب، والذي كان يجمع نخبة المجتمع البيضاوي والأمريكي والفرنسي في عهد الحماية الفرنسية، ليس مجرد فندق عادي. بل معلمة أسطورية تتحاكى بها الأجيال.

هو واحد من الفنادق العصرية التي بنيت في العاصمة الاقتصادية، والتي اختار لها المستعمر أن تكون خارج أسوار المدينة القديمة، حيث تجمعات المسلمين واليهود المغاربة.

لقد كان الفندق، المشيد على خمس طوابق، قبلة لرجال الأعمال والماسكين بزمام التجارة الدولية من جميع أنحاء العالم، الوافدين على المغرب منذ بداية القرن العشرين. وفيه كانت تعقد الصفقات الكبرى والاتفاقيات التي كانت تغير موازين القوى العالمية، لذلك لم يكن يستطيع أيها الناس، الدخول إليه بسهولة ، لأن زبناءه ومرتاديه هم من علية القوم فقط، بما كانت تعنيه الكلمة من معنى في ذلك الزمن.

بني الفندق فوق أرض كانت مسلخا مخصصا لذبائح المسلمين واليهود على السواء، قبل أن تمنع السلطات الاستعمارية هذه الممارسات، لأن المكان يفتقر للشروط الصحية التي من الضروري توفرها في المسلخ ، إلى جانب أن المنطقة شيدت على جنباتها العديد من البنايات الأوربية، في إطار التوسع الفرنسي في المدينة، وهو ما جعل المسلخ نقطة شاذة تسيء إلى المنظر العام.

سكن الفندق كبار الشخصيات عبر العالم. من بينهم الكاتب والطيار الفرنسي الشهير أنطوان دو سانت إكسيبوري ، صاحب قصة “الأمير الصغير”، والرسام الفرنسي الشهير جاك ماجوريل ، الذي نظم فيه أول معرض لأعماله المغربية، والكاتب كلود فارير ، وقد شيد بين سنتي 1914 و1916، من طرف المهندس الفرنسي جوزيف دولابورت، وفق الطراز المعماري الموريسكي، الذي تبنته الإدارة الفرنسية في عهد الحماية، في جميع مباني البيضاء بعد ذلك، وبعدها في باقي المدن المغربية الكبرى، مما جعل منه تراثا معماريا مصنفا لا يمكن هدمه أو تفويته.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*