السنة الأمازيغية…الاحتفاء بالأرض والخصوبة

]

يطلق الأمازيغ على رأس السنة الأمازيغية “إيض سكاس” و”إيض يناير”، أو “الناير” حسب بعض اللهجات، التي تعني بالعربية “ليلة يناير”، وتصادف 13 يناير من كل سنة، الذي يوافق خلال السنة الحالية سنة 2972 بالتقويم الأمازيغي، الذي يسبق التقويم الميلادي ب950 سنة، والذي اشتق مباشرة من التقويم اليولياني الذي كان يستخدم في أوربا قبل اعتماد التقويم الميلادي، وأصبح شائعا في منطقة شمال إفريقيا لتنظيم المواسم الفلاحية.

ويرمز رأس السنة الأمازيغية، التي تدعى أيضا “حاكوزة” في بعض المناطق، إلى الاحتفال بالأرض وخصوبة الموسم الزراعي، وهو ما أدى بالبعض إلى تسميتها بالسنة الفلاحية، والاحتفال بها حتى في بعض المناطق العربية، في الوقت الذي توجد روايات أخرى تتحدث عن ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شيشنق على فرعون مصر رمسيس الثاني في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، وهو ما لا يتفق معه بعض المؤرخين الذين يؤكدون أن الاحتفال الشعبي كان موجودا قبل وجود هذه الشخصية المقدسة لدى الأمازيغ.

وتختلف الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية حسب المناطق، إذ يعمد الفلاحون إلى وضع القصب في الحقول تفاؤلا بموسم فلاحي جيد، كما يرتدي البعض ملابس جديدة وتلبس النساء الحلي والمجوهرات الأمازيغية التقليدية، ويعمد البعض الآخر إلى حلق الرؤوس وتبادل الزيارات. 

وتطبخ بالمناسبة، أطباق مميزة وخاصة مثل “أوركيمن”، وهو حساء يتم تحضيره بالحمص والشعير والأرز والعدس، والكسكس وعصيدة “تكلا” (الشهيرة في سوس على الخصوص) التي تحضر بدقيق الشعير أو دقيق الذرة وتزين بالبيض المسلوق والفواكه الجافة، إضافة إلى طبق “الكرعين”، والحلويات والفطائر. ويتم وضع تمرة داخل أطباق الطعام، تكون فأل خير على من سيجدها، الذي يتم التنبؤ له بالسعد والحظ. كما أن أغلبية هذه الأطباق يستعمل فيها ما تبقى من المؤونة الزراعية للسنة، استعدادا لبداية موسم فلاحي جيد وتفاؤلا بسقوط الأمطار. 

وما زال المغرب، ومعه باقي بلدان منطقة شمال إفريقيا، في ما عدا الجزائر، لا يعترف بالسنة الأمازيغية، رغم جميع محاولات المنظمات الحقوقية والناشطين الأمازيغ الدفع باعتبار هذا اليوم بمثابة عطلة رسمية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*