عبد الرؤوف… صانع الضحكة

ولد عبد الرحيم التونسي، الذي يعرفه المغاربة بعبد الرؤوف، في المدينة القديمة بالدار البيضاء سنة 1936، لوالد من أصل تونسي كان يعمل في المغرب مترجما، ووالدة مغربية، توفيت وهو لا يزال في سنواته الثلاث الأولى.

دخل عبد الرؤوف، مثل أقرانه، المسيد ليتعلم القرآن والأصول الأولى للدين، قبل أن ينضم إلى مدرسة فرنسية، سرعان ما سيغادرها ليلتحق بالمقاومة والعمل الوطني الذي سيؤدي إلى اعتقاله بعد مشاركته في مظاهرة احتجاجية إثر اغتيال الزعيم التونسي فرحات حشاد.

بدأ مسيرته الفنية في عالم التمثيل والفكاهة في السجن نفسه، حيث كان يشارك في بعض المسرحيات، قبل أن يحترف التمثيل في خمسينيات القرن الماضي على الركح، ثم يغزو قلوب المغاربة الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر تمثيلياته الهزلية على شاشة التلفزيون في سنوات السبعينات والثمانينات، بعد أن توسط له الفنان الكبير محمد بلقاس، الذي شاهده في إحدى التمثيليات وأعجب بموهبته.

صنع عبد الرؤوف لنفسه شخصية كوميدية خاصة، سواء من خلال السروال الفضفاض والطربوش الوطني الذي كان يميز لباسه، أو من خلال طريقته في الكلام بأسلوب طفولي، أقرب إلى البلاهة والبلادة، وهو الأسلوب الذي صنع أسطورته.

وبالموازاة مع عروضه المسرحية التي جال بها العديد من المدن المغربية، اشتغل عبد الرؤوف في شركة سوماكا، قبل أن يحترف العمل الفكاهي رسميا في 1971، ويتفرغ له.

كان الملك الحسن الثاني واحدا من المعجبين بموهبة عبد الرؤوف، لذلك لم يتردد في دعوته لتقديم عروضه في قصره.

من بين أشهر أعمال عبد الرؤوف “ضلعة عوجة” و”العاطي الله” و”اللي فرط يكرط”…

يعيش الرجل اليوم مريضا في بيته البسيط، بعد أن جاوز الثمانين سنة، تخونه ذاكرته أحيانا، ولا يكاد يذكره أحد، بعد أن أعطى الفن الكثير.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*