ميكري… لمسة الحداثة في الأغنية المغربية

تعتبر عائلة ميكري من أشهر العائلات الفنية في المغرب. ويتعلق الأمر بمجموعة من الإخوة، وهم الراحل حسن، ومحمود ويونس، إضافة إلى أخت رابعة هي جليلة، غيرت شكل الموسيقى في المغرب، بعد أن كان المغاربة قد تعودوا على الأغنية المغربية بشكلها الكلاسيكي، أو أغاني “العيطة” و”الشيخات”، فمنحتها المجموعة نفسا عصريا جديدا بإدماج الموسيقى الغربية، خاصة موسيقى “الروك” وإدخال آلات عصرية جديدة مثل الغيتار والبيانو.

كانت المجموعة تتكون في البداية من الشقيقين الأكبرين حسن ومحمود، قبل أن تلتحق بهما أختهما جليلة سنة 1966، ثم شقيقهم الأصغر يونس، الذي سينضم إليها سنة 1970.

تعود أصول الإخوة ميكري إلى الجزائر، لكنهم رأوا النور في مدينة وجدة، بالمنطقة الشرقية للمملكة. بدؤوا مسارهم الفني في الستينات، واشتهروا في السبعينات، ليس فقط في المغرب، بل في العالم العربي وأوربا، بفضل إبداعاتهم الشبابية الحديثة وموهبتهم في التأليف الموسيقي والكتابة والإنتاج الفني. 

بدأت الفرقة التي تأسست سنة 1962، بإصدار أربعة أسطوانات للأغاني المنفردة، بمشاركة حسن ومحمود في أوائل السبعينات، قبل أن تقوم بعدها بإصدار ثلاثة ألبومات. الأول في عام 1974، حين أصدر يونس ومحمود ميكري ألبومهما الرسمي الأول بعنوان “يونس ومحمود”، والثاني في نفس السنة، حيث أصدر الإخوة ميكري ألبومهم بعنوان “يونس، حسن، محمود”. وفي سنة 2004 أصدر حسن ميكري وجليلة ألبوما بعنوان “حسن وجليلة”. 

عرفت المجموعة بعدد من الأغاني التي يحفظها المغاربة عن ظهر قلب، من بينها “مرايا” و”يامّا” و”حورية” و”ليلي طويل”، وكان الإخوة ميكري من أوائل الفنانين العرب الذين وقفوا على مسرح “الأولمبيا” في حفل شهير أحيوه بالعاصمة الفرنسية باريس سنة 1976.

تفرق الإخوة بعد مشوار ناجح. واختار الشقيق الأصغر يونس الموسيقى التصويرية قبل أن يصبح نجما سينمائيا لعب في العديد من الأفلام المغربية الشهيرة مثل “حجاب الحب” و”علي ربيعة والآخرون” و”جوق العميين”، إضافة إلى العديد من الأدوار التلفزيونية، في الوقت الذي اختار محمود مجال الفن التشكيلي والكتابة، وتوارت جليلة عن الأنظار، واستمر حسن ميكري التأليف الموسيقي، إلى أن وافته المنية.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*