عبد القادر البدوي… أب المسرح الوطني

ولد عبد القادر البدوي، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة عن سن 88 سنة، بمدينة طنجة سنة 1934، لكن انتماءه ظل “بيضاويا” بحكم نشأته بدرب السلطان بالعاصمة الاقتصادية، حيث استقرت أسرته، بحكم عمل والده، بمنطقة الحبوس، وهو لا يزال طفلا. وفي أحضان هذا الحي الشهير، تلقى أول مبادئ العمل المسرحي، حيث كانت تقام العديد من العروض المسرحية المتنقلة، التي تقاوم بالفعل الثقافي، سياسة الاستعمار آنذاك، وترسخ مبادئ الوطنية في صفوف المغاربة، وهي المبادئ التي ظل متمسكا بها إلى أن استحق لقب “أب المسرح الوطني”.

ينتمي عبد القادر البدوي للرعيل الأول من الفنانين المسرحيين المغاربة، وأسس، رفقة شقيقه عبد الرزاق، مدرسة جديدة في إطار فرقة “مسرح البدوي”، أكثر قربا من العمال والنضال والتشبث بالهوية الثقافية العربية الإسلامية للمملكة، وهي الفرقة التي أغنت، على مدار حوالي 50 سنة، الخزانة الفنية، بالعديد من الأعمال المتميزة، من بينها “يد الشر” و”البخيل” و”مطربة الحي” و”راس الدرب” و”الشيطان في خطر”.

اضطر البدوي إلى مغادرة صفوف الدراسة مبكرا بعد وفاة والده واضطراره تحمل أعباء الأسرة، ليلتحق بشركة التبغ “ريجي طابا” وهو لا يتجاوز 15 سنة من العمر، وهي الشركة التي أصبح لاعب كرة قدم ضمن فريقها، قبل أن ينتقل للعب في صفوف “الراك”، وهي الهواية التي كان يعشقها بقدر عشقه للشعر والمسرح، الذي تغلب في نهاية المطاف وسيطر على المسيرة المهنية للشاب عبد القادر، والتي انطلقت بتأسيسه فرقة “أشبال العمال” ثم بعدها “العهد الجديد”، مع البدايات الأولى للاستقلال، قبل أن يستقر على اسم “فرقة البدوي”، التي كانت ضد المسرح الفرنكفوني، الذي كان يمثله تيار الطيب الصديقي، والذي كان عبد القادر البدوي يعتبره مسرحا غير وطني.

اقتبس مسرح البدوي أعماله من العديد من الإنتاجات العالمية لكتاب مثل توفيق الحكيم وتشيكوف. وجال بمسرحياته جميع مناطق المغرب بما في ذلك الثكنات العسكرية والمدارس والجامعات والمستشفيات والسجون، كما قدم عروضه في العديد من البلدان العربية والعالمية. 

شارك عبد القادر في عدة أفلام كالصمت اتجاه ممنوع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*