في الوقت الذي يحتفل فيه أبناء العالم، من جميع الديانات، بعيد الحب، أو “السان فالانتان”، في شهر فبراير من كل سنة، وبالضبط يوم 14 منه، اختار اليهود الاحتفاء بالحب في منتصف شهر غشت، حيث يشكل هذا اليوم مناسبة بالنسبة لهم للاحتفاء بالفرح والتسامح والمحبة بين جميع بني إسرائيل.
وإذا كان اللون الأحمر هو رمز الحب في عيده لدى جميع شعوب العالم المحتفلين، فإن اليهود اختاروا له اللون الأبيض، رمزا للنقاء والصفاء، وهو اللون الذي ترتديه النساء بهذه المناسبة، للخروج إلى المتنزهات والغابات، من أجل العثور على زوج المستقبل وشريك الحياة، مثلما جاء في العهد القديم، لذلك يعتبر أفضل تاريخ بالنسبة إلى اليهود، من أجل إقامة حفلات الزفاف.
وحسب معتقدات “الكابالا” اليهودية، يعتبر منتصف شهر غشت، يوما للتواصل الروحي بين الذكر والأنثى، وفرصة لإيجاد كل طرف منهما نصفه الثاني في مثل هذا اليوم الذي تتناسخ فيه الأرواح والقلوب. ف15 غشت، تاريخ يرتبط بالخصوبة وبموسم الخمر وحصاد العنب. إنه اليوم الذي يكتمل فيه القمر ويصل فيه الذكور والإناث إلى حالة من التزاوج النموذجي الرائع.
الفكرة نفسها ربطت بين مثل هذه الفترة من شهر فبراير في السنة وارتباطها بالحب والخصوبة لدى الرومان والإغريق.
ويعتبر عيد الحب، الذي تكاد مكانته تكون في نفس مرتبة عيد الغفران، لدى اليهود، مناسبة أيضا للمصالحة مع الآخرين، والابتعاد عن الخلاف والنزاعات والخصومات، إضافة إلى صلة الرحم وتحسين العلاقات مع العائلة والجيران والمحيط.
يسمى عيد الحب لدى اليهود ب”تو بيآف”. ويقال إنه مهرجان زراعي كانوا يحتفلون به منذ القديم، احتفاء بموسم الحصاد وجني العنب وصنع الخمور ونضج الزيتون، قبل أن يتحول إلى عيد.
وكانت الاحتفالات تتم في قديم الزمان، في الكروم والبساتين، حيث تخرج بنات إسرائيل للرقص والغناء، في حين يتوجه الرجال غير المتزوجين لنفس المكان من أجل تلاوة صلاة الوساطة والتوفيق في الزواج. أما اليوم، فتقام خلال هذا اليوم حفلات الزفاف، أو يتم الاحتفال به في المطاعم وعبر إحياء السهرات.
قم بكتابة اول تعليق