الحسين طلال… رحيل “ولد الشعيبية”

يعتبر الحسين طلال، الذي رحل عن دنيانا يوم السبت الماضي، واحدا من أهم الفنانين التشكيليين الذين أنجبهم المغرب، رغم أن شهرة والدته الشعيبية، ومسارها الحافل في هذا المجال، غطى على إبداعاته التي اهتم بشأنها كبار النقاد الفنيين المغاربة والأجانب، ورغم اختلاف الأسلوب بينهما، فهي كانت فطرية، وهو كان فنانا يلتزم بالقواعد المرسومة في مجال الفن التشكيلي. 

أشرف الحسين طلال، الذي كان يحب أن ينادى عليه ب”ولد الشعيبية”، على العديد من المعارض الدولية، كما كان عضو لجنة تحكيم العديد منها، دون الحديث عن الجوائز التي نالها والتكريمات التي استحقها، ومن بينها  الجائزة الكبرى في صالون الشتاء لماجوريل سنة 1965، رغم أنه لم يكن يعرض أعماله إلا نادرا، وغالبا ما كان يصف نفسه بأنه “ليس فنان معارض”.

عرف الراحل بكرمه وتواضعه، مثلما عرف بعلاقاته المتعددة مع كبار الكتاب والمثقفين والمؤرخين ونقاد الفن وأصحاب قاعات العرض والمتاحف، في المغرب وخارجه. وكان يحظى لديهم باحترام خاص، نظرا لثقافته الواسعة. قال عنه النقاد إن لوحاته تأمل في واقعية الذات وذات الواقع، وأنها ترصد جمالية الروح. 

كان لطلال اهتمام خاص بفن البورتري. وغالبا ما كانت الأجساد تتحول في إبداعاته إلى هيآت بهلوانية، تمتح من صميم الطفولة التي عاشها إلى جانب والدته، وتحتفي في الوقت نفسه بالحياة. اشتغل أيضا على تيمات مثل الرقص والسيرك والعوالم الكرنفالية وخيالات الظل التي كانت حاضرة بقوة في أعماله، بقدر ما كان التصوير الكاريكاتوري حاضرا كذلك سواء على مستوى تضخيم الأحجام أو التلاعب بالأجساد وبنياتها عبر الصباغة. 

ولد الحسين طلال سنة 1938 بمنطقة شتوكة بالجديدة. بدأ مساره في عالم الرسم والفن التشكيلي في الستينات، وعرضت أعماله الأولى في فرنسا، في أشهر الأروقة الباريسية كما شارك في العديد من المعارض والمتاحف عبر العالم في فرنسا وإسبانيا ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بلدان العالم، قبل أن يؤسس في 1982 معرضه بالدار البيضاء، وهو ينتمي بذلك إلى جيل المؤسسين للفن التشكيلي الحديث والمعاصر بالمغرب، إلى جانب الشرقاوي والغرباوي وبلكاهية. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*