لم يكن فولوديمير زيلينسكي، يتخيل، ولو في “سكيتشاته” الفكاهية، أن يصبح يوما رئيسا فعليا لدولة أوكرانيا، قبل أن يصوت عليه أكثر من 73 في المائة من المواطنين الأوكرانيين، في الانتخابات التي دخلها على سبيل تجربة مزحة، بدأت على شكل مسلسل تلفزيوني لعب فيه دور رئيس الدولة، قبل أن تتحول إلى واقع ويتقلد الحكم في 2019 بعد إزاحة الرئيس الأوكراني السابق بوروشينكو.
ولد زيلينسكي في بلدة كريفي ريه، وسط أوكرانيا، وهو ينتمي إلى عائلة من أصول يهودية، ما جعل علاقته بإسرائيل متميزة، منذ الزيارة التي قام بها إلى كييف رئيس وزراءها السابق بنيامين ناتانياهو، والتي تعتبر الأولى منذ مرور أكثر من عشرين سنة على آخر زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في 1999.
درس في جامعة كييف الوطنية للعلوم الاقتصادية، وتخرج منها بعد حصوله على شهادة في القانون، لكنه اختار التمثيل والكوميديا لأنه المجال الذي كان يعشقه منذ صغر سنه، وقد تعرف عليه الأوكرانيون على الشاشات وفي العروض الكوميدية التي كان يقدمها على المسارح، باعتباره ممثلا كوميديا ومخرجا وكاتب سيناريو. كما تعرف عليه الروس أيضا أثناء مشاركته في برنامج فكاهي للمسابقات كان يعرض على التلفزيون الروسي، قبل أن يؤسس في 2003 فريق إنتاج تلفزيوني ناجح أطلق عليه اسم “كفارتال 95”.
استطاع زيلينسكي أن يحصد شعبية كبيرة لدى الجمهور من خلال مسلسل “خادم الشعب” ذي تم عرضه سنة 2015، ولعب فيه زيلينسكي دور مدرس تاريخ يصبح رئيسا للدولة، بعد أن صوره واحد من تلاميذه في “فيديو” وهو ينتقد الفساد، لينتشر بسرعة بين الناس، ويتمكن من الترشح والفوز فعلا في الانتخابات، وهو ما وقع فعليا للرئيس الحالي بعد أن تحولت الدراما إلى واقع.
وبعد النجاح الذي عرفه المسلسل، قرر فلاديمير زيلينسكي، البالغ من العمر 44 سنة، دخول غمار السياسة، رغم افتقاره إلى الخبرة والحنكة، وأسس حزبا سنة 2018 أطلق عليه اسم “خادم الشعب” وخاض به الانتخابات ونجح فيها، بعد أن رفع شعار التخلص من الفساد ونشر السلام.
قم بكتابة اول تعليق