“قصر نظر”… قساوة واقع

بدأت القاعات السينمائية في المغرب، منذ الأربعاء الماضي، عرض الفيلم الجديد لسناء عكرود، والذي اختارت له عنوان “قصر نظر”، وهو الفيلم الذي قامت بإخراجه سناء نفسها وكتبت له السيناريو، كما أنتجته وفق إمكانياتها الخاصة.

الفيلم، الذي حصل على العديد من الجوائز أثناء عرضه في مهرجانات دولية، من بينها جائزة أحس فيلم في فئة “نظرة من هنا” في مهرجان السينما “رؤي من إفريقيا” في نسخته الأخيرة التي نظمت بمونريال بكندا، يدور في قرية أمازيغية مهمشة تحيط بها الجبال وبعيدة عن المدينة بكيلومترات طويلة.وتدور الحكاية حول رحلة إنسانية تقوم بها فاطيم، المرأة الأمازيغية التي تقطن بالجبال، والشخصية الرئيسية في العمل، والتي تضطر إلى مغادرة قريتها النائية نحو المدينة، وهي حامل، بحثا عن نظارات جديدة لشيخ القرية، بعد أن كسرت نظاراته القديمة التي كانت تسمح له بقراءة الرسائل التي يتوصل بها الأهالي، والذين لم يحظ واحد منهم بقسط من التعليم نظرا لبعد المدارس.

بعد وصولها إلى المدينة، ستصبح قصة فاطيم على كل لسان، وتتحول إلى قضية رأي عام ستسمح لها بإلقاء الضوء على الظروف التي تعيشها قريتها ونساؤها، خاصة بعد أن واجهتها الكثير من العراقيل التي منعتها من إتمام المهمة التي جاءت من أجلها، بل وتسببت لها في فقدان جنينها.

ستعود فاطيم إلى قريتها بعد تجربة أليمة وقاسية في المدينة، أفقدتها الأمل في التوصل برسالة من زوجها الغائب منذ شهور، والذي كانت تنتظرها من أجل الالتحاق به رفقة ابنتها الصغيرة عائشة، وهي الرغبة التي أصبح من الصعب تحقيقها بدون نظارات شيخ القرية. وولدت سناء عكرود، التي تقيم اليوم في كندا، في مدينة تارودانت. تابعت دراستها في مجال العلوم القانونية، لكن حب التمثيل دفعها إلى ولوج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط .تعرف عليها الجمهور المغربي من خلال العديد من الأعمال التراثية والتاريخية، التي قدمتها على شاشة التلفزيون، من بينها “الدويبة” و”رمانة وبرطال”، قبل أن تختار الوقوف خلف الكاميرا وممارسة تجربة الإخراج ثم كتابة السيناريو التي تتقنها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*