هنو أماروش… الأمازيغية التي طلبت من محمد السادس زيارة منطقتها

رأت هنو أماروش النور في المغرب العميق. أمضت طفولتها وشبابها تشتغل في الحقول والمزارع في قريتها المهمشة، حيث تعايشت مع الفقر والمعاناة والقهر، فتجذرت فيها بذرة النضال مبكرا وجعلت من قضية المرأة الأمازيغية قضيتها وأخذت على عاتقها إيصال صوتها إلى المسؤولين وصناع القرار في المغرب. 

تمكنت هنو، التي ازدادت في إقليم تنغير سنة 1962، من أن تكتسب شهرة واسعة بفضل عفويتها وجرأتها. إنها لا تخاف في قول الحق لومة لائم. ولا تتوانى عن انتقاد السياسات الحكومية التي همشت منطقتها والمناطق المجاورة، دون أن يرف لها جفن. إنها المرأة التي خاطبت الملك محمد السادس، شخصيا، في “فيديو” على اليوتوب، بلهجة أمازيغية، وطالبته بزيارة منطقتها ليقف بنفسه على معاناة ساكنتها. 

رفضت هنو أن تكون تلك المرأة التقليدية التي كل همها في حياتها أن يكون لها زوج وأبناء. تزوجت بالقضية والنضال في سبيل جماعة تلمي التي تنحدر منها، والتي تبذل كل الجهود لإيجاد حلول لساكنيها الذين انتخبوها على رأسهم، بعد أن ترشحت في انتخابات 2015 باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن ظلت لسنوات طويلة ترفض الانتماء أو الاصطباغ بأي لون سياسي. وهي اليوم تشغل مهمة مستشارة جماعية إلى جانب انشطتها في الهيأة التشاورية الجهوية للمساواة وقضايا المرأة بالجنوب الشرقي، التي هي عضوة فاعلة فيها. 

اكتسبت هنو تجربتها من الحياة نفسها التي صقلت شخصيتها وجعلت منها محادثة لبقة وخطيبة مفوهة ومقنعة، رغم أنها لم تحظ بفرصة للتعلم، مثلها مثل قريناتها في جميع القرى والمداشر المغربية المهمشة. ورغم جميع المشاكل التي تحملها على عاتقها، إلا أن الابتسامة لا تفارق محياها، والهدوء والسكينة تلتمس من نبرة صوتها وحديثها. 

لقد استطاعت هنو أماروش أن تصبح أيقونة أمازيغية ورمزا من رموز التغيير في المنطقة، بفضل نضالها واستماتتها في سبيل الحصول على حقوق للمرأة القروية عموما، والأمازيغية بصفة خاصة. وقد تحولت في السنوات الأخيرة بفضل الاكتساح المهيب لمواقع التواصل الاجتماعي، إلى نجمة لامعة، يخطب ودها السياسيون، وتستقطبها الأحزاب.   

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*