تعود أصول الموسيقي والفنان وعازف البيانو الإسرائيلي عاميت حاي كوهن إلى المغرب. إذ يتحدر جدوده من والدته من قرية تيزغي الصغيرة القريبة من ورزازات. أما والده، فيتحدر من جزيرة جربة التونسية. ورغم أنه ولد في القدس وتشبع بثقافتها، إلا أنه لم ينس يوما جذوره المغربية، الحاضرة بقوة في الفن والموسيقى التي يقدمها إلى جمهوره.
إلى جانب اشتغاله على موسيقى الأغاني التي تنهل من التراث المغربي، خاصة التي يقدمها إلى جانب زوجته نيتا الخيام، المغنية الإسرائيلية من أصول مغربية أيضا، يشتغل عاميت كوهن على الأفلام الوثائقية (أخرج فيلما موسيقيا كرم من خلاله الفنانة الزهرة الفاسية عرف نجاحا منقطع النظير في إسرائيل) والأفلام الموسيقية القصيرة، مثل فيلمه “يا الحمامة”، وهي الأعمال التي ينشر من خلالها حبه للمغرب وإسرائيل بغض النظر عن الحدود التي تفرضها الحكومات والديانات.
شارك عاميت حاي كوهن، إلى جانب زوجته في فيلم المخرج المغربي كمال هشكار، تحت عنوان “في عينيك أرى بلادي”، وهو الفيلم الذي يدور حول رحلتهما إلى المغرب لاكتشاف جذورهما، علما أن زوجته نيتا تتحدر من مدينة تنغير من ناحية الأب، ومن الدار البيضاء لناحية الأم.
يقول عاميت، في مشهد من الفيلم “من دون الهوية المغربية، نحس أن هناك شيئا ناقصا فينا.. ولدنا وتربينا في إسرائيل، لكن أجدادنا جاؤوا من مكان آخر وثقافة مختلفة”.
شارك عاميت، رفقة زوجته نيتا، في العديد من التظاهرات الفنية العالمية، حيث قدم أمام الجمهور معزوفات من التراث الغنائي المغربي، يعيد صياغتها موسيقيا بأسلوبه وطريقته التي لا تخلو من إبداع.
وتمتح موسيقى عاميت كوهن، من إيقاعات الموسيقى الشعبية المغربية و”الشكوري” و”كناوة” والطرب الأندلسي، يضفي عليها من روحه مقامات وإيقاعات خاصة تجعل الجمهور يسبح في عوالم من الطرب والتجلي.
وأتحف عاميت، قبل أسابيع، جمهور تظاهرة “جوائز مغاربة العالم” المنظمة بمدينة مراكش، بباقة من المعزوفات الجميلة التي قدمها إلى جانب زوجته نيتا الخيام، والتي كانت واحدة من الضيوف التي كرمتها التظاهرة، باعتبارها فنانة إسرائيلية من أصول مغربية.
قم بكتابة اول تعليق