“الزميتة”… الأكلة التي تقاوم العطش في رمضان

تعتبر أكلة “الزميطة” من أشهر الأطباق المغاربية التي توارثتها الأجيال، جيلا بعد جيل. وقد ارتبط اسمها كثيرا بالمائدة الرمضانية في المغرب، إذ تكاد لا تخلو مائدة منها، رغم أنها فتحت المجال أمام أكلات أخرى أصبحت تعرف إقبالا أكبر مثل “سلو”، لكنها تظل واحدة من التقاليد القديمة في المطبخ المغربي.  

يسميها المغاربة أيضا “السفوف”، ويختلف تحضيرها من منطقة إلى أخرى، في بعض التفاصيل، رغم أن المكونات الأساسية تبقى هي نفسها، إذ تتكون أساسا من الحبوب والأعشاب، التي يتم دمجها في خلطة متفردة، تمنح، إلى جانب مذاقها اللذيذ، فوائد كبيرة للجسم، فهي تتكون من أعشاب طبيعية وحبوب القمح والشعير الجافة الغنية بالمعادن (تحتوي على نسبة عالية من الزنك، إضافة إلى الحديد والنحاس والفوسفور) والفيتامينات ومواد مضادة للأكسدة، وهي كلها مكونات تلعب دورا كبيرا في الحماية من العديد من أنواع المرض مثل فقر الدم وهشاشة العظام وأمراض الجهاز الهضمي وارتفاع الكوليسترول، والشيخوخة، إضافة إلى السكري لأنها تحافظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم.

تحتوي “الزميتة” أيضا على العديد من الحبوب المفيدة للجسم مثل بذور الشيا والجلجلان، وهي تساعد على التخلص من الوزن الزائد بسبب الإحساس بالشبع الذي تمنحه.  

ارتبط اسم “الزميتة” وتناولها بشهر رمضان الكريم، إذ عرف عنها أنها تمنح الصائم قدرة على تحمل الجوع والعطش، وتزوده بالقوة اللازمة لقضاء يومه وتعوض جسمه كل الفوائد التي فقدها بسبب الصوم. وإذا كان البعض يخلطها بالماء أو الحليب، فهناك بعض المناطق تطبخها بالعسل الحر وتضيف إليها بعض الزبدة. كما يوجد من يفضل شربها على شكل سائل مع ماء دافئ ومنهم من يتناولها على شكل صلب، إما أثناء الفطور، أو خلال وجبة السحور، بفضل فعاليتها الكبيرة في مقاومة الإحساس بالعطش خلال النهار.

وتعرف “الزميتة”، التي يمكن الاحتفاظ بها مدة طويلة من الزمن، أيضا في باقي بلدان المغرب العربي مثل الجزائر وليبيا وتونس، حيث تعد في الأفراح والمناسبات، وخاصة عند استقبال مولود جديد أو عند توجه الحجاج لأداء مناسك الحج.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*