يتحدر ربي يوشياهو يوسف بينتو من سلالة حاخامات استثنائية، عرفت عبر أجيال، بقدرتها على الإتيان بخوارق وكرامات، تصل حدود المعجزات أحيانا. جده لوالده هو الحاخام الأكبر حاييم بينتو، الذي ولد بأرض المغرب، والذي يحج اليهود من جميع أنحاء العالم إلى قبره في مواسم “الهيلولة” ليتبركوا بزيارته. أما جده لوالدته، فلا يقل عنه شهرة وعظمة، فهو الحاخام يسرائيل أبو حصيرة، المعروف ب”بابا سالي”، وهو أيضا من أصل مغربي، من منطقة الريصاني تحديدا، وكان من أوائل من استقر في أرض الميعاد، حيث أصبح الحاخام الأكبر لليهود السفارديم، وأصبح قبره اليوم، مزارا دينيا لليهود في إسرائيل.
ورث ربي بينتو، الذي ولد سنة 1973، من أجداده، الحكمة والتبصر والاقتداء بتعاليم التوراة. لذلك، لم يكن غريبا أن يصبح، رغم صغر سنه، مرجعا دينيا يقام له ويقعد، ومرشدا روحيا للعديد من الشخصيات والمشاهير من مجالات مختلفة، يقتدون بنصائحه، ويطبقون ما جادت به حكمته.
يحب الحاخام بينتو الخير كثيرا. ويجود بماله للمحتاجين والفقراء اليهود، أينما وجدوا في العالم، حتى في أماكن الحرب والصراعات، عن طريق منظمته “شوفا إسرائيل”، التي تهتم بعمل الخير وتعليم الديانة اليهودية، والتي تنتشر فروعها في العديد من بلدان العالم. ورغم أنه يصنف، حسب المجلات المتخصصة، كواحد من أغنى أغنياء رجال الدين في إسرائيل، إلا أن الزهد والتواضع شعاره في الحياة. بيوته، سواء في أشدود بإسرائيل أو بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية أو في الدار البيضاء أو مراكش بالمغرب، مشرعة أبوابها للمريدين والمحتاجين والمتعطشين لسماع مواعظه ودروسه التي يلقيها لمدة ساعات طويلة، وأحيانا إلى الهزيع الأخير من الليل، متحديا تعبه ومرض السرطان اللعين.
ربي بينتو زعيم ديني بامتياز. يتبعه الملايين عبر صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقصده الآلاف المؤلفة من اليهود، من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، للاستنارة بمعارفه في مجال التوارة وأصول الشريعة، هو الذي أنشأ مجموعة من المدارس الدينية “اليشيفا”، التابعة لمنظمته، في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكندا…
علاقاته واسعة مع رجال السياسة أيضا، حيث يحظى باحترام كبير لديهم، كما أن كلمته مسموعة من طرفهم، سواء تعلق الأمر بأعضاء في “الكنيست” أو في “الكونغرس” الأمريكي، خاصة أن له دور كبير في تمويل حملاتهم الانتخابية. والشيء نفسه بالنسبة إلى رجال الأعمال الذين يكنون له كل التقدير ومن بينهم صاحب شركة “أمريكان إيجل” الشهيرة للملابس وإمبراطور العقار جاكي بن زاكين وجاكوب أرابو، صاحب علامة المجوهرات المعروفة، إضافة إلى جاكوب فرانكل، محافظ بنك إسرائيل السابق.
قم بكتابة اول تعليق