لم يصدق العديدون أن إمبراطور التجميل الحسن التازي، صاحب العيادات والمصحات، والجراح الأكثر شهرة ونجاحا الذي تتحدث عليه جميع وسائل الإعلام، سقط في قبضة الأمن بسبب تهم ثقيلة، ليس أقلها التزوير والنصب والاتجار في البشر، هو الذي لقب ب”طبيب الفقراء” بسبب مبادراته الخيرية المجانية الكثيرة، التي استفاد منها أشخاص ليست لديهم المقدرة أو الإمكانيات المادية من أجل التطبيب أو التداوي.
ولد التازي، الحاصل على الوسام الملكي، في مدينة وجدة سنة 1957 في عائلة متواضعة مكونة من 11 أخا وأختا. درس الطب العام بالمغرب وهو خريج جامعة الحسن الثاني بالعاصمة الاقتصادية، قبل أن يتابع دراسته بكلية الطب بمونبوليي ويتخصص في الجراحة التجميلية، ثم يعود إلى أرض الوطن، بعد سنوات قليلة اشتغل خلالها دكتورا بالمستشفى الجامعي بمونبوليي، حيث أسس مصحته “الشفاء” بالدار البيضاء، ثم “هولدينغ” التازي، المكون من عدة مصحات وفروع أخرى، وهي “أنوال” و”المغرب” و”التازي”، إضافة إلى مركز لعلاج السرطان ومركز للتجميل و”السبا” ومختبر للتحاليل الطبية وتطبيق خاص بالنقل الطبي، وهو “الهولدينغ” الذي يسيره ابنه مصعب، والذي يشغل منصب المدير العام المساعد.
يحظى الدكتور التازي بملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “إنستغرام” و”فيسبوك”، حيث لا يتردد في نقل تفاصيل عملياته الجراحية الكثيرة، مباشرة على الهواء، خاصة تلك التي يخضع لها أطفال أو أشخاص في وضعية احتياج وهشاشة، مثل العملية التي قام من خلالها بإصلاح وجه طفل تعرض للتشوه بسبب عضة كلب قاتلة.
الطبيب، المتهم اليوم، والذي يواجه عقوبات في حالة إدانته قد تصل إلى 20 سنة، واحد من أشهر وأكبر المنتسبين للزاوية القادرية البوتشيشية، وواحد من مريدي شيخها الراحل حمزة، الذي كان من أقرب مقربيه، إلى درجة أنه من كان وراء زواجه من مونيا، المسؤولة المالية للمصحة وإحدى المتهمات في القضية، والتي له منها أربعة أبناء، إلى جانب مصعب، وهم حمزة، على اسم شيخه، وهو متخصص في مجال الطب مثل والده، وريحان، الذي توفي قبل سنتين وسنه لا يتجاوز 21 سنة، ثم محمد.
قم بكتابة اول تعليق