يستعد أبناء الجماعة اليهودية في المغرب، للاحتفال نهاية الأسبوع الحالي، بعيد “ميمونة”، الذي يعلن نهاية أعياد “بيساح”، أو عيد الفصح اليهودي، الذي استمر أسبوعا كاملا.
وبدأت التحضيرات تجري على قدم وساق، من طرف العائلات اليهودية التي ما زالت تقيم بأرض المملكة، من أجل الإعداد لهذه المناسبة المغربية بامتياز، والتي يشارك المسلمون أيضا في الاحتفال بها، وتتزامن هذه السنة مع شهر رمضان، الذي لا يقل قدسية لدى المسلمين، عن عيد الفصح اليهودي.
وتلتقي العائلات اليهودية والمسلمة، كما دأبت العادة منذ قرون في المغرب، على الاحتفال معا بهذا العيد، الذي يتزامن مع آخر ليلة من ليالي “بيساح”، ولو أن المشاركة لم تعد بالشكل الذي كانت عليه في ما مضى، نظرا لهجرة عدد كبير من يهود المغرب، وبسبب تغير بنية المجتمع المغربي بشكل عام. إذ كان المسلمون يعدون الأطباق الخاصة بهذا العيد، من حلويات وخبز وكعك، حرم حرم أكلها أو إعدادها على اليهود، طيلة مدة بيساح، ويسارعون للذهاب إلى جيرانهم أو أصدقائهم اليهود، للاحتفال معهم بالمناسبة، ولسان حالهم يقول “تفرحوا وتسعدو”، في مبادرة ترمز لقيم التسامح والمحبة وقبول الآخر، بغض النظر عن اختلاف الديانات. ولهذا السبب بالذات، أصر اليهود المغاربة على الاحتفاظ بهذه العادة وهذا الاحتفال، حتى بعد هجرتهم ورحيلهم من المغرب، بل تمكنوا من أن يجعلوا من “ميمونة” عيدا وطنيا في إسرائيل نفسها، يحتفل به الرئيس الإسرائيلي شخصيا مع باقي أطياف اليهود من كل الثقافات، مع اليهود المغاربة، بنفس الطقوس التي تتم بها الاحتفالات في المغرب.
وتقوم العائلات اليهودية والمسلمة، بمناسبة “ميمونة”، التي اختلف المؤرخون في أصل تسميتها بين قائل بأنها مقتبسة من كلمة “الحظ” أو “الميمون” بالعربية، وبين مؤكد أنها تحيل على اسم الحاخام الشهير ميمون بن يوسف، بإعداد أطباق خاصة، من بينها “موفليطة”، وهي عبارة عن قطعة مخبوزة تشبه “المسمن” و”التريد” و”الشفنج”، كما توضع على مائدة “ميونة” مواد غذائية عديدة تشمل السمن والزبدة والنعناع والخميرة والدقيق والحوت واللبن والعسل، إضافة إلى سمك “الشابل”.
قم بكتابة اول تعليق